أنهت مولودية الجزائر مرحلة الذهاب بنتيجة مخيّبة للآمال، لا سيما بالنسبة لأنصارها الذين كانوا يتمنون أن يواصل فريقهم سلسلة النتائج الإيجابية التي سجلها رفاق كريم غازي في كأس الجمهورية والبطولة. لقد ترك العميد نقطتين تذهبان هباء في اللقاء الذي استقبل فيه مولودية العلمة، التي لم تخالف العادة كلما حلت ضيفة بملعب بولوغين، حيث فرضت التعادل على أصحاب الأرض، بل كادت تعود إلى ديارها بالانتصار، مثلما أقر بذلك مدرب المولودية فؤاد بوعلي، الذي يبدو أنه لم يصل بعد إلى ترتيب أوراقه بكيفية جيدة في مجال تحديد أنسب تشكيلة سيعتمد عليها في المستقبل. ولا نقلّل من حظ التقني التلمساني في هذا المجال؛ كونه يملك تعدادا غنيا بالفرديات ولا ينقصه سوى بعض التنظيم الذي يحاول تطبيقه تدريجيا بعد خمسة أسابيع من اعتلائه العارضة الفنية لمولودية الجزائر. ولا شك أن نقص الفاعلية يُعد الجانب الكبير الذي يؤرق بوعلي، وتأكد ذلك أمام تشكيلة البابية؛ إذ لم يتمكن رباعي الهجوم من تجسيد السيطرة الكلية التي فرضها فريقهم على المنافس. وقال بوعلي عن هذا التعثر: “إنني متحسر جدا على ما حدث لنا أمام مولودية العلمة، فقد ضيّعنا فرصة التقرب من ثلاثي مقدمة الترتيب، كان بوسع الخط الأمامي وضع كرة أو كرتين في شباك العلمة، لكن عناصره لم تكن محظوظة، وافتقرت إلى الرزانة والهدوء داخل منطقة العمليات”. إلا أن المدرب بوعلي يتحامل فقط على الهجوم في تلك المباراة، بل تحدّث عن وجود خلل في وسط الميدان، والذي أرجعه إلى غياب اللاعب الممتاز قاسم مهدي، قائلا عن هذا الأخير إنه ترك فراغا كبيرا على هذا المستوى من اللعب، لم يتمكن مستخلفوه من سده. ومرة أخرى، جدّد المدرب بوعلي مطلبه لمسيّري النادي، قائلا لهم إنه يريد تدعيما نوعيا للفريق، وأعطى الأولوية لاستقدام مهاجمين اثنين أو واحد بإمكانهما مساعدة مولودية الجزائر على الفوز بلقب البطولة. ويوجد في هذا الصدد اتصالان، الأول مع لاعب من كوت ديفوار يحمل اسم زاقولا، سيلتحق بالفريق خلال التربص الذي سيقيمه هذا الأخير، وقال بشأنه بوعلي إنه سيقبل به في حالة ما إذا نجح في الاختبار الذي سيخضع له. أما الاتصال الثاني فيجري مع مهاجم اتحاد بيطام الكاميروني ليونال ريتشي، الذي يتفاوض معه مناجير النادي كمال قاسي سعيد، الذي قال إن هذا اللاعب يملك حجما تنافسيا، يسمح له بالانخراط بسهولة في خطة المدرب بوعلي. ويبقى بوعلي متأكدا من أن مولودية الجزائر لا يمكن لها سوى لعب الأدوار الأولى في البطولة والكأس، لكنه اشترط على اللاعبين بذل مجهودات كبيرة في العمل، وهو ما سيفرضه عليهم في التربص القادم الذي ستقيمه مولودية الجزائر بمنطقة بنيدورم الإسبانية ابتداء من الثالث جانفي القادم. وقد منح بوعلي لعناصره استراحة إلى غاية غد، على أن يستأنفوا التدريبات في الفاتح من جانفي، وذلك قبل يوم واحد فقط من الانطلاق في السفرية الإسبانية.