نزل رئيس الجمعية الجزائرية للأدب الشعبي، الشاعر توفيق ومان مؤخرا ضيفا على الفضاء الثقافي ”بير الأحجار” بتونس، ليقرأ أمام جمهور راق مختارات من شعره الشعبي المعبّق بطيب الكلم وجمال الصورة. ضبط اللقاء على التوقيت الجزائري التونسي وحضرت اللغة الأم المشتركة متوّجة بالوشاح الأحمر والأخضر، استقبل ومان من طرف الرابطة العربية للفنون والإبداع، جمعية ”مسرح الخيمة” وجمعية ”سنا سفيطلة” للتنمية الثقافية والاجتماعية، مشاركا إياها هذا العرس الزجلي الجزائري التونسي في مساء شتوي دافئ بالكلمة والمعنى، توضّحت فيه المقاصد وتوحّدت، لكن العبارات تاهت من فرط الإبداع. الأمسية كانت عرسا زجليا حقيقيا وبامتياز لا يخرج الحاضر فيها إلا عاشقا أو درويشا، فقد حضر الحرف الزجلي الحداثي بكل بهائه يفهمه القاصي والداني، يدرك معناه ويفقه صياغته ويتجاوز محليته. حضرت اللقاء أسماء جزائرية، منها الدكتور العربي حسين الذي بدا محدثا جميلا والأستاذة فاطمة برور التي استحضرت التاريخ المشترك للبلدين، كما حضرت العديد من العائلات الجزائرية التي وجدت الاستمتاع في هذه الأمسية الحميمية، إضافة إلى حضور أعمال بعض المبدعين الجزائريين من خلال معرض أقامته دار ”فيسير” للنشر والتوزيع ببهو المركز، كما حضرت أسماء تونسية منها رئيس جمعية ”مسرح الخيمة” الفنان لعروسي الزبيدي الذي أبدع في أدائه وغنائه، وحدثت بينه وبين توفيق ومان عدّة مساجلات تفاعل معها الجمهور الحاضر، وحضر أيضا بعض الشعراء التونسيون، منهم الشاذلي القرواشي، سلوى الرابحي، ليلى الزيتوني، ماجدة الظاهري، خيرة العباس، الناقدة الروائية مسعودة بوبكر، الناقد البشير الجلجلي والشاعران خالد درويش من تونس وخالد درويش من ليبيا (تشابه في الأسماء). للإشارة، فإنّ من بين ما قرأ ومان ”لبسني الكلام، وادفيت بمعاني، ولبستوكي الغمام، هطلت ومطرت بيه، وحدٌق مدٌق، دب النملة، دب الفار، والنملة دخلت للغار، والغار سكنوه الجن، والفار على القط يحن وعلى الصيد اللي ولٌى حمار، غنى الغناي والغناية، وحكايتنا والله حكاية”. وقدّمت لومان بالمناسبة ميدالية تحمل العلمين الجزائري والتونسي باسم الرابطة العربية للفنون والإبداع وشهادة تقدير باسم بلدية تونس والمركز الثقافي ”بير الأحجار”