ينتظر سكان بلدية زرالدة أن تأخذ السلطات الوصية انشغالاتهم بعين الاعتبار للنهوض بالتنمية المحلية بهذه البلدية التي تواجه عدة نقائص، أهمها مشكل السكن، غياب التهيئة بالعديد من الأحياء ونقص الهياكل الضرورية، خاصة الأسواق والمؤسسات التربوية التي تواجه بدورها الاكتظاظ داخل الأقسام. إذا كان سكان زرالدة يثمنون تحسين الخدمة العمومية، حيث أصبح المواطن يتحصل على وثائقه في دقائق معدودات، غير أنهم يتطلعون إلى تلبية انشغالات أخرى طرحوها على والي العاصمة الذي زار المنطقة مؤخرا، مشيرين ل”المساء” إلى أنها انعكست سلبا على الوضع المعيشي لسكانها وتنتظر دعما من الولاية بغية تجسيدها. وفي هذا الصدد، ذكر المتحدثون أن أزمة السكن تتصدر انشغالات أغلبية العائلات التي تنتظر التفاتة من السلطات المحلية، خاصة التي تم إدراجهما في قائمة المستفيدين من مشروع السكن التساهمي منذ 2004، والذي لم ير النور لحد الآن بسبب مشكل العقار الذي حال دون تحقيق حلم الكثيرين. كما ينتظر القاطنون بالبيوت القصديرية التي ارتفع عددها بحوالي 500 بيت في السنوات الأخيرة، بعدما كانت 814 بيتا، ترحيلهم إلى سكنات لائقة خاصة سكان الحي القصديري المعروف ب”كازورال” الذي شوه محيط وسمعة هذه المنطقة السياحية لوقوعه بوسط المدينة. من جهة أخرى، أثار المشتكون مشكل غياب التهيئة بالأحياء على غرار حي التجزئة الذي ينتظر منذ سنوات تهيئة الطرق والأرصفة وربطهم بشبكة قنوات الصرف الصحي، مما دفعهم إلى مطالبة الوالي التدخل العاجل للتكفل بهذه المشاكل العالقة، رغم الوعود التي تلقاها هؤلاء الذين اقتنوا القطع الأرضية التي شيدوا عليها سكناتهم بعقود الملكية من البلدية التي لم توفر الظروف المناسبة للعيش بهذا الحي الذي يواجه أيضا مشكل غياب النظافة، في انتظار التكفل بهذه الانشغالات من قبل الولاية، مثلما وعد مسؤولها الأول خلال زيارته. أما ما يقلق سكان زرالدة أكثر، فهو وضعية قطاع التربية الذي يشهد العديد من النقائص، منها الاكتظاظ الذي أثّر سلبا على التحصيل العلمي لأبنائهم وعدم تجهيز بعض المدارس بالمدفآت، رغم أننا في فصل الشتاء، فضلا عن وجود أقسام غير مناسبة للتدريس بسبب الرطوبة التي تميزها وعدم إعادة طلائها للحفاظ على صحة التلاميذ. وفي هذا الصدد، ناشد أولياء التلاميذ خاصة القاطنون بحي سيدي منيف السلطات المعنية، حل مشكل النقل المدرسي الذي أرهق أبناءهم الذين يضطرون إلى الخروج في ساعات مبكرة للالتحاق في الوقت المناسب بمقاعد الدراسة، كونهم يقطنون في حي بعيد عن مؤسساتهم التربوية، الأمر الذي يعرضهم لاعتداءات ومختلف مخاطر الطرق، حيث ذكر لنا أحد أولياء التلاميذ أن مدرسة سيدي منيف تنعدم بها أدنى الشروط، كما لا يختلف الوضع كثيرا بحي 445 مسكنا الذي يوجد في وضعية غير لائقة بسبب اهتراء الطرق. ومن الملفات التي أثارت انتقاد سكان زرالدة، مشروع 100 محل الذي تحوّل إلى وكر للمنحرفين الذين يلجأون إليها لتناول المخدرات والحبوب المهلوسة بعد أن وزعت على غير مستحقيها وتسببوا في إهمالها. من جهة أخرى، اتصلنا مرارا برئيس بلدية زرالدة للرد على انشغالات السكان لكن لم يتم الرد علينا.