لا يزال سكان الرويبة (مقر دائرة) ينتظرون تجسيد العديد من المشاريع التنموية المعطلة وتوفير المرافق المختلفة، وتهيئة العديد من الأحياء خاصة منطقة الأحواش التي تعدّ من بين أكبر الأحياء بهذه البلدية التي تواجه أيضا مشكل العقار لطابعها الفلاحي وكذا انتشار التجارة الفوضوية التي غزت أغلبية الأحياء في ديكور شوّه قلب المدينة التي تبقى بعض المرافق بها مهملة. الزائر للرويبة يلاحظ بدون شك التوسع العمراني الذي عرفته في السنوات الأخيرة والكثافة السكانية التي ارتفعت إلى حوالي 60 ألف ساكن موزعين على مختلف الأحياء، غير أن ذلك لم ترافقه وفرة في المرافق والهياكل الضرورية التي أصبحت مطلبا ملحّا لسكانها الذين أكّد بعضهم أن بلديتهم وعلى عكس ما يعتقده الكثيرون معروفة بغلاء المعيشة، رغم رواج التجارة بها، ما حوّلها إلى وجهة للكثير من الزبائن، خاصة أنها أهم دائرة في ولاية الجزائر لمكانتها الاقتصادية، حيث تضم أكبر منطقة صناعية في الجزائر، بالإضافة إلى موقعها المتميز، فهي ملتقى عدة بلديات، ما جعلها تشهد حركة مرور كثيفة خاصة بمدخلها الذي يعرف اختناقا في السير بسبب محطة الوقود التي زادت المشكل حدة.
وسط الرويبة.. بازار للتجارة الفوضوية وما يلفت النظر ببلدية الرويبة خاصة بقلب المدينة هو انتشار محلات بيع الألبسة الجاهزة للنساء والتجارة الفوضوية التي غزت أغلبية الأحياء، محوّلة المدينة إلى ''بازار كبير'' تعمّه الفوضى، خاصة في ظل الإقبال الكبير على السلع من سكان الرويبة والبلديات الأخرى، كون هذه الأخيرة تبعد ب20 كلم فقط عن الجزائر الوسطى التي يربطها بها خط النقل بالسكة الحديدية الذي يفضله الأغلبية في تنقلاتهم إلى هذه البلدية التي تبعد أيضا ب4 كلم عن المطار الدولي و5 كلم عن البحر من جهة عين طاية.. وإذا كان البعض راضيا بانتشار التجارة الفوضوية المعروفة بانخفاض سعرها مقارنة بتلك المعروضة في المحلات، فإن البعض الآخر اشتكى ''للمساء''من انعكاساتها على المحيط والفوضى التي تتسبب فيها، حيث يجد المواطن صعوبة في المرور لقضاء حاجياته مثلما لاحظنا أمام مدرسة ظريف محمد حيث استولى الباعة على الرصيف غير مبالين بشكاوي المواطنين، وهي الصورة التي تتميّز بها العديد من أحياء وسط المدينة التي قال سكانها إنها تفتقر لمرافق هامة كفضاءات للعب الأطفال ومساحات خضراء وحدائق عمومية، مقابل توفر ثلاث حظائر للسيارات قريبة من بعضها البعض، منها الحظيرة الكبيرة المقابلة للسوق التي تحوّلت إلى ملكية لأحد الخواص الذي يستغلها طيلة 15 سنة، وهذا في الوقت الذي تغيب تماما مساحات للعب الأطفال والحدائق العمومية خاصة أن الحديقة الموجودة وسط الرويبة، والتي تتربع على مساحة تقدر ب5 هكتارات لا تزال مهملة ومغلقة طيلة عدة سنوات، كما غزتها مثلما لاحظنا الأعشاب رغم أن القاطنين بالرويبة طالبوا مسؤوليهم بإعادة تهيئتها، وفتحها أمامهم، في ظل غياب أماكن مماثلة يلجأون إليها للراحة خاصة المسنين، فحتى حديقة الزهور المجاورة لها أصبحت لا تحمل من الزهور إلاّ الإسم لأنها مهملة وغزتها الأتربة بدلا من الزهور والورود، كما لا توجد بها لا كراسي ولا مرافق، ما جعل السكان يهجرونها وينتظرون تهيئتها لسد الفراغ الحاصل في هذا المجال.
قنوات الصرف هاجس العائلات وحسب بعض السكان، فإن الرويبة التي تضم ملعبا بلديا كبيرا وميناء جافا وأكبر معمل لصيانة القاطرات على المستوى الإفريقي لم ترق بعد إلى مستوى البلديات الراقية، وإن النشاط التجاري الذي تعرفه انعكس سلبا على حياتهم بسبب انتشار القمامة ومشكل التطهير وقدم قنوات الصرف بعدة أحياء والاعتداءات وتدهور المحيط، على غرار المجمع السكني المعروف ''بحي المستشفى'' الذي قال أحد سكانه ''للمساء'' إنه تحوّل إلى مستشفى ثان، حيث انتشرت به العيادات الطبية لمختلف التخصصات ومخابر التحاليل والسكانير وغيرها، مما خلق مشكل ركن السيارات بالنسبة لسكان العمارات الذين يعانون أيضا من انتشار الحشرات الضارة وخاصة الجرذان والباعوض بسبب تدهور قنوات الصرف الصحي التي تتدفق منها المياه المستعملة ملوثة المحيط، رغم مساعي السكان الذين أكّدوا أنهم يضطرون لجلب مضخة مرة في الأسبوع لتنقية الأقبية مقابل 3500 دينار، وهو المشكل الذي يؤرق أيضا سكان حي 536 المعروف ''بالسباعات'' الذين يطالبون السلطات المحلية بالتدخل والإسراع في إعادة تهيئة قنوات الصرف الصحي بسبب تدهور وضعية الأقبية وخطورة الأمراض التي قد تسببها مثلما وقع عام1991 بعين طاية التي توفي بها 19 شخصا بسبب نفس المشكل. وحسب السكان الذين ذكروا ل''المساء'' أنهم اقتنوا ثلاث مضخات لتنقية الأقبية، إلاّ أنها لم تحل المشكل الذي يتطلب إمكانيات كبيرة لا يمكن للمواطن تحملها، مما جعلهم يطالبون بتدخل الوالي وزيارته للحي الذي أصبح -حسبهم- منسيا من طرف المنتخبين الذين عارض أغلبهم إعادة تهيئة الأقبية رغم المخاطر التي تترصد سكان هذا الحي الذي يفتقر أيضا للمرافق ذات الطابع الاجتماعي ومرافق صحية والملاعب الجوارية، إذ يبقى الملعب الجواري الوحيد الذي شيّد حديثا مهملا وبدون حراسة. وفي نفس السياق، اشتكى بعض الذين التقتهم ''المساء'' من وجود مكتب بريد واحد مساحته -كما لاحظنا- صغيرة جدا ولا تستوعب الكم الهائل من الزبائن الذين يتوافدون عليها بشكل يومي من سكان الرويبة وعمال المؤسسات العديدة التي تضمها، خاصة بعد التوسع الذي عرفته خلال السنوات الأخيرة، حيث تشكّل طوابير غير متناهية داخل المركز الذي يختنق يوميا بالمتوافدين عليه، بينما تصل الأمور إلى حد لا يطاق في فترة حصول العمال على أجرتهم والمتقاعدين على معاشاتهم.
الأحواش منطقة منسية إلى حين وإذا كان سكان المدينة يطالبون بتوفير مختلف المرافق وتهيئتها والإهتمام بملف التطهير الذي قد يتسبب في فيضان مثلما حدث بالرويبة سنة 1974 ويتساءلون عن مصير المقر القديم للبلدية المغلق منذ ,2003 ومكتبة البلدية التي ما زالت أبوابها موصدة، ونقص المرافق الرياضية، فإن سكان أغلبية الأحواش البالغ عددها 57 حوشا ينتظرون التفاتة السلطات المحلية لتوفير ضروريات الحياة كالمياه الصالحة للشرب وقنوات صرف المياه والإنارة العمومية، تهيئة الطرق، الغاز وتقريب المؤسسات التربوية من أبنائهم، إذ يرى هؤلاء أن مسؤولي بلدية الرويبة التي تضم حوالي 300 شركة عمومية وخاصة والغنية بمداخيلها الجبائية الهامة لم يخصوا الأحواش بالاهتمام رغم كثرتها، مثلما هو الأمر ب''حوش الجاج'' الذي تغيب فيه كل المرافق، فضلاً عن المشكل الحاد في مياه الشرب في عز الصيف، حيث يضطر هؤلاء لجلب الماء من شركة تابعة للمؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية ''سوناكوم'' القريبة من المكان. ولا تقل وضعية سكان حوش ''برونسي'' سوءا بسبب غياب المرافق الضرورية وبعد المؤسسات التربوية، إذ يضطر التلاميذ للتنقل إلى وسط المدينة للدراسة في غياب النقل المدرسي الذي شكّل هاجس العائلات طيلة الموسم الدراسي المنقضي، فضلاً عن الاكتظاظ الذي تعرفه ثانوية عبد المومن الوحيدة بالرويبة التي يدرس بها الطلبة في ظروف صعبة، في انتظار تجسيد مشروع إنجاز ثانوية أخرى بمخرج الرويبة، بينما ينتظر سكان حوش ''لاكابس'' المقابل لمصنع الهريسة إنجاز مدرسة قريبة تريح أبناءهم من عناء التنقل يوميا للدراسة بمدرسة حي ''برونسي'' أو وسط المدينة بعد قطع مسافة ثلاثة كيلومترات، وهو المشكل الذي يعاني منه أيضا تلاميذ ''الدغافلة'' الذين يقطعون الطريق الوطني رقم 121 من أجل الدراسة بحي ''السباعات''، كما يتنقلون لأحياء الرويبة المختلفة للاستفادة من خدمات الهياكل والمرافق الصحية أو الرياضة لانعدامها بالأحواش التي ينتظر سكانها حل مشكل رخص ملكية الأراضي المطروح لحد الآن، رغم أنهم يقطنون بها منذ الاستقلال، وهو المشكل الذي يتقاسمه معهم المستفيدون من قطعة أرض للبناء بحي ''لاكادات'' الذين ينتظرون تسوية وضعيتهم ومنحهم رخص البناء منذ عشرين سنة، كونهم يملكون عقود الملكية. وعلى غرار باقي البلديات، فإن أزمة السكن تطرح بحدة بالنسبة للعديد من العائلات بالرويبة التي أودعت ملفاتها لدى المصالح المعنية التي استقبلت خمسة آلاف ملف للحصول على السكن التساهمي، وحوالي 3 آلاف ملف الحصول على السكن الاجتماعي، بينما لم تتحصل الرويبة حسب نائب رئيس البلدية السيد بلعشاشي حميد على أية حصة سكنية، مما عمق المشكل، حيث تواجه البلدية مشكل العقار لطابع أراضيها الفلاحية، وكذا السكنات الهشة البالغ عددها حوالي 3700 سكن هش، مما جعل السلطات المحلية تضع مشروعا لإنجاز حوالي 3800 سكن على مستوى بلدية الرويبة للقضاء على السكنات الهشة. البلدية.. تهيئة الأحواش وتجسيد عدة مشاريع قريبا من جهته، أوضح نائب رئيس بلدية الرويبة السيد بلعشاشي حميد ''للمساء'' أن أحواش البلدية ستعرف خلال الأيام القادمة عملية تهيئة واسعة بعدما عانت الإهمال، حيث خصص السنة الماضية مبلغ قيمته خمسة ملايير دينار لتهيئة قنوات الصرف وأربعة ونصف مليار دينار للمياه الصالحة للشرب، حيث قدمت مؤخرا الدراسة التي انطلقت سنة 2009 والتي تخص كل الأحواش إلى مديرية الري للمصادقة عليها والشروع في إعادة تهيئة قنوات الصرف ومياه الشرب، حيث ستنطلق العملية في الأيام القليلة المقبلة في أربعة أو خمسة أحواش كأحوش ''سانتيس''، ''الفيرما'' و''الدهاليز الثلاثة''، معترفا بمعاناة عدة أحواش من مشكل مياه الشرب خاصة خلال هذه الأيام الحارة، وإن ما عمق ذلك هو امتلاك البلدية لشاحنة صهريج واحدة توزع بها الماء على الإحواش. وبرّر المتحدث تأخر حل هذا المشكل بالأحواش بارتباط العملية بموافقة شركة ''سيال'' على الدراسات التي أنجزت، فضلاً عن الإجراءات والمراحل المختلفة التي يتطلبها قانون الصفقات العمومية الذي يتطلب وقتا كبيرا لإنجاز المشاريع، مشيراً إلى برمجة إنجاز ثلاث مدارس جديدة تنطلق بها الأشغال قريبا بأحواش ''الرمل''، ''دروسي'' و''دغافلة'' لتقريب المؤسسات التربوية من التلاميذ الذين يعانون في التنقل اليومي من أجل التعليم في المدارس البعيدة عنهم، بينما سيتم توفير النقل المدرسي بالنسبة للأحواش الأخرى بعدما تمّ تشخيص النقائص في العملية التجريبية التي تمثلت في تزويد الأحواش ب4 حافلات للنقل المدرسي قبل نهاية الموسم الدراسي الماضي. وبخصوص مشكل قنوات الصرف الصحي بحي ''السباعات''، ذكر النائب الأول للبلدية أن مصالح هذه الأخيرة اقتنت المضخات خصيصا لهذا الحي، وقامت بتنقية الأقبية من المياه الراكدة مرتين رغم أن هذه الأخيرة من صلاحيات ملاك العمارة وهما مؤسسة ترقية السكن العائلي وديوان الترقية والتسيير العقاري، داعيا السكان إلى ضرورة الحفاظ على نظافة المحيط وإصلاح قنوات الصرف. ومن جهة أخرى، أرجع المتحدث نقص المشاريع التنموية بالرويبة إلى مشكل العقار الذي حال دون ذلك بسبب طبيعة الأراضي الفلاحية التي يرفض المواطنون التنازل عنها، كما يرفضون إنجاز بعض المرافق الهامة مثلما هو الأمر بالنسبة لسوقين جواريين كانا مبرمجين عند محطة القطار في إطار القضاء على التجارة الفوضوية، إلاّ أن السكان رفضوا ذلك رغم أن المقاول حضر لمباشرة الأشغال، بينما تم إنجاز سوقين جواريين إحداها بمخرج المدينة باتجاه عين طاية والثاني بحي السباعات سيوزعان على الباعة الفوضويين، وهذا في الوقت الذي يجري إنجاز 50 محلا متبقيا من مشروع مئة محل الذي سيوزع منه 50 محلا الجاهزة بحي ''المرجة'' عن قريب، وتسلم -حسبه- للأشخاص الذين لديهم مشاريع مع ''اونساج''، ''اونجام'' و''لاكناك''. كما سيحل مشكل مركز البريد الوحيد بعد إنجاز مشروع ملحقتين للبريد بحيي ''السباعات'' و''المرجة''، بينما قرّرت البلدية تهديم المقر القديم للبلدية لإنجاز مقر جديد ولائق، خاصة أن هذا الخير يقع وسط الرويبة وعلى الطريق الرئيسي ويتطلب شكلا هندسيا لتحسين وجه المدينة. وقد اعترف المتحدث بركود النشاط الثقافي بالرويبة وقلة المرافق التي تقتصر على المكتبة المغلقة، بينما أكّد أن الأشغال الخاصة بإعادة تهيئة الحديقة المغلقة ستنطلق قريبا، حيث انتهت الدراسة الخاصة بهذا المشروع الذي سيعطي وجها آخر لهذا الفضاء بعد الإعلان عن المناقصة واختيار المؤسسة التي تقوم بالأشغال. وحسب المتحدث، فإن الحديقة ستكون متميّزة وفي مستوى تطلع العائلات التي ستقصدها من خلال إنجاز ممرات داخل الحديقة وغرس مختلف أنواع الأشجار ووضع حوض مائي ومركز مراقبة..