ينتظر سكان الجهة الغربية للعاصمة حلولا لمشكل النقل الذي يؤرقهم كثيرا، حيث يجدون صعوبات كبيرة في التنقل من بلدياتهم نحو وسط العاصمة أو العكس، خاصة بالنسبة للقاطنين بزرالدة، اسطاوالي، الرحمانية، المعالمة، السويدانية، أولاد فايت، الشراقة، تسالة المرجة، عين البنيان والسحاولة، الذين لم يبتسم لهم الحظ في الاستفادة من وسائل النقل الحديثة. فإذا استفاد سكان شرق العاصمة من وسائل النقل الحديثة والعصرية على غرار الترامواي وخط السكة الحديدية المكهربة التي أنهت معاناة الكثير منهم، حيث توفر هذه الأخيرة الوقت والراحة لمستعمليها سواء خلال تنقلهم إلى وسط العاصمة أو البلديات المجاورة لقضاء حاجياتهم، فإن سكان الجهة الغربية لا زالوا ينتظرون نصيبهم من هذه الوسائل التي تبقى غائبة إلى حد الآن، وهو ما أثاره سكان العديد من البلديات التي زارها والي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ، حيث أكدوا أنهم يواجهون متاعب يومية خلال تنقلهم لمناصب عملهم أو للدراسة، خاصة في أوقات الذروة حين تصبح حركة السير في الطرق شبه مستحيلة، مثلما أشار إليه بعض سكان زرالدة ل ”المساء”، مؤكدين أنهم ينتظرون بفارغ الصبر دخول مشروع الخط الجديد للسكة الحديدية، حيث سيودعون من خلاله متاعب النقل والتنقل. من جهتهم، ذكر بعض سكان بلدية اسطاوالي أنهم يعانون بسبب غياب وسائل النقل الحديثة من قطار سريع وترامواي، مما جعلهم يقضون حوالي ثلاث ساعات لقطع المسافة بين اسطاوالي ووسط العاصمة، بسبب توقف الحافلة في حوالي 30 موقفا وفي ظروف غير ملائمة، مما جعلهم يحلمون بعودة خط النقل بالترامواي الذي كان موجودا منذ سنوات خلت ويمتد من اسطاوالي وسط إلى غاية البريجة، حسب بعض السكان القدامى. أما سكان عين البنيان فيرون في النقل البحري حلا مناسبا لفك الاختناق المروري الذي أرهقهم بسبب ضيق الطرق التي أصبحت لا تستوعب عدد المركبات التي تعبرها يوميا، مشيرين إلى أنهم بحاجة إلى مشاريع تسمح باستعمال وسائل النقل الحديثة التي تقلص المسافات وتخفف المتاعب التي يواجهونها، خاصة في الفترة المسائية، بسبب مرور الحافلات عبر عدة نقاط سوداء تشهدها العاصمة في وقت الذروة، كما زادت الفوضى التي تشهدها محطة الحافلات بهذه البلدية من متاعب المواطنين الذين يتعرضون في بعض الأحيان إلى الاعتداءات والسرقات. فرغم الموقع الاستراتيجي للبلديات السياحية لغرب العاصمة، إلا أن ذلك لم يشفع لها أن تكون وجهة سهلة لقاطنيها وزوارها بسبب حركة السير البطيئة بطرقها، مما يتطلب تدعيم النقل بوسائل إضافية على غرار خط السكة الحديدية الذي سيضم خمس محطات تتمثل في بئر توتة، تسالة المرجة، سيدي عبد الله، جامعة سيدي عبد الله وزرالدة، حيث سيكون امتدادا للخط الحالي الرابط بين الجزائر العاصمة (محطة آغا) والعفرون (البليدة)، مرورا بمدينة بئر توتة لضمان مرونة أكبر في حركة المسافرين، مع إقامة محطة للسكة الحديدية في مدينة زرالدة بمحاذاة المحطة البرية على مساحة تقدر ب 300 متر مربع بغية تشكيل شبكة من وسائل النقل في نفس النقطة تتمثل في الحافلات، سيارات الأجرة والقطار. وفي سياق متصل، اعتبر سكان بلديات المعالمة، الرحمانية والسويدانية حرمان مناطقهم من وسائل نقل حديثة بالتهميش، إذ أنهم بحاجة ماسة إليها، منها مؤسسة النقل الحضري”إيتوزا” التي تبقى غائبة عن عدة بلديات غرب العاصمة التي تبقى معزولة وتحت رحمة الخواص، مما تسبب في عرقلة حركة المواطنين الذين يواجهون مصاعب كبيرة بسبب هذه الوضعية التي تأزمت بسبب الاختناق المروري الذي تعرفه عدة محاور بالعاصمة، مثلما أكده وزير الداخلية والجماعات المحلية، السيد الطيب بلعيز الذي اعترف مؤخرا بأن المواطنين يعانون كثيرا بسبب مشكل النقل والتنقل، مشيرا إلى أن الحكومة ستدرس هذا المشكل في اجتماع خاص يتطرق من خلاله إلى النقائص التي يعرفها قطاع النقل بالعاصمة.