نزل آلاف الأنصار ليلة أول أمس إلى شوارع بجاية وأزقتها، للتعبير عن فرحتهم بالفوز التاريخي لفريقهم بكأس الجمهورية فبمجرد أن دخلت الكرة التي قذفها إبراهيم شاوش في ضربة الجزاء الأخيرة شباك الحارس قواوي، حتى بدأت الجماهير تخرج من كل حدب وصوب لتغزو شوارع المدينة، و راح كل واحد يعبر بطريقته عن الفرحة العارمة في الطرقات، من شرفات المنازل ومخارج العمارات، لتبلغ مظاهر الاحتفال ذروتها التي استمرت إلى ساعة متأخرة من الليل، قبل أن تستأنف في الصباح... ولم تمر سوى عشر دقائق على تسليم رئيس الجمهورية، الكأس، لقائد فريق شبيبة بجاية منير زغدود، حتى انسدت كل مفترقات الطرق والشوارع، وحتى سائقي الدراجات النارية الذين حملوا أعلام فريقهم المحبوب لم يتمكنوا من أن يشقوا لهم طريقا. وعلق أحد الأطفال الذي اندهش لسرعة خروج الناس من منازلهم "و كأن الناس لم يشاهدوا المقابلة". وطفق الأنصار يغنون ويرقصون ويتعانقون على الأرصفة، فيما أبدى البعض أسفهم لعدم تمكنهم من التنقل إلى البليدة لمشاهدة اللقاء. وعلى وقع الدربوكة والرايات الخضراء والحمراء للفريق البجاوي، التي رفرفت في كل مكان حول أنصار الفريق، وهم يعيدون الأهازيج، التي غالبا ما تسمع في المدرجات، مدينة بجاية إلى ملعب كرة القدم. ومع مرور الدقائق، ازداد الاحتفال بهجة مع وصول جحافل أخرى من الأنصار وكل منهم يحاول الالتحاق بأعالي المدينة المعروفة باحتضانها لعدد هائل من أنصار الشبيبة البجاوية، فضلا عن كونها تزخر بالعديد من الساحات العمومية الكبيرة التي تتسع لعشرات الآلاف من الأنصار. ويرى الكثير أن هذا الانتصار يحمل نكهة خاصة، ذلك أنها "المرة الأولى التي تزور فيها السيدة الكأس مدينة بجاية، كما أن هذا الانتصار طال أمده"، كما قال أحد الأنصار وهو يعبر عن فرحته العارمة.