لزرق العربي، شاعر شعبي جعل من موهبته شمعة أضاءت له دروب نظم القصائد وامتطاء صهوة القوافي، مقتفيا آثار فطاحل الشعراء وفرسان الملحون الذين تأثّر بهم. فهو من مواليد سنة 1950، ابن بلدية سيدي محمد بن عودة بولاية غليزان، المدينة التي أنجبت شيوخا ذاع صيتهم في أرجاء الوطن.. التقته “المساء” وكان معه هذا الحوار. كيف كانت بداية الشاعر لزرق العربي؟ بدأت كتابة قصائد الملحون في سن مبكرة، وساعد في صقل موهبتي حضوري المستمر للأعراس والولائم و”الوعدات” التي كانت تقام بأضرحة الأولياء الصالحين بالمنطقة، حيث كانت تعرف هذه المناسبات إقامة المجالس حلقات الشعر والمدح، كما حرصت على أن تلقى المزيد من المعارف، فتتلمذت على يد الشيخ الكبير “شيخي عابد” الذي تلقنت منه قواعد وأسس الشعر الملحون وقواعده، وطرق إلقائه.
بمن تأثّرت من شعراء الملحون في بداية مشوارك؟ تأثرت بالشاعر الحاج خالد بن أحمد من ولاية عن تموشنت، الشاعر ولد أمحمد بونقاب من البرج بولاية معسكر، منور بلفضيل ومحمد لفضيل والشارف بخيرة من ولاية غيليزان، كما تأثّرت أيضا بالشاعرين الكبيرين مصطفى بن ابراهيم من سيدي بلعباس ومحمد بلخير من ولاية البيض.
متى كانت بدايتك الفعلية في كتابة الشعر الملحون؟ بدايتي الفعلية كانت سنة 1965، حيث كتبت أوّل قصائدي الشعرية في الملحون كمحترف ورصيدي يضم 350 قصيدة.
كيف ينتقي الشاعر العربي لزرق مواضيع قصائده؟ في الحقيقة كتابة الشعر الملحون نوع من الفنون التي تعتمد أولا على موهبة وملكة الشخص، ثم تطعم بالاحتكاك بمن سبقوني من الشعراء أو من جيلي، لذلك فوحي الكتابة يأتيني بدون موعد ومواضيع مختلفة، لكنها عموما مستمدة من واقعنا المعيش، تتباين بين الاجتماعي، الوطني، الديني، وقصائد الغزل العذري العفيف.
ماذا عن مشاركاتك في الفعاليات المحلية والوطنية؟ شاركت في عدد كبير من المهرجانات الجهوية والوطنية، بالإضافة إلى الأسابيع الثقافية، حيث مثلت ولاية غيليزان بكل من تيسمسيلت، تبسة، أم البواقي، جيجل، بومرداس، عين الدفلى وبجاية.
تملك ديوانا شعريا وحيدا، فهل من مشروع في الأفق؟ صحيح لديّ ديوان في الشعر الشعبي يحمل عنوان “إسهامات لزرق العربي في الشعر الملحون” يقع في 131 صفحة ويضم 42 قصيدة شعر ملحون، وهو حاليا مودع لدى وزارة الثقافة منذ السنة الفارطة، على أمل أن تدعمني وزارة الثقافة لنشره لأن إمكانياتي المادية لا تسمح لي، ولا تزال قصائدي حبيسة الأدراج.
ما رأيك في الحركة الثقافية بولاية غليزان؟ المشهد الثقافي في غليزان باهت ولم يرق بعد إلى المستوى المطلوب لا من حيث العدد ولا النوعية، رغم تعطّش الجمهور للنشاطات الثقافية، وثراء ولاية غليزان بموروثها الشعبي، وما تزخر به من فطاحل الشعر الملحون، رغم توفر الهياكل الثقافية لكنها بدون روح، الأمر الذي يلزم القائمين على الشأن الثقافي بالولاية التحلي بروح المسؤولية والاهتمام بالمثقفين وإعادة الاعتبار لهم، مع ضرورة إشراكهم في الحراك الثقافي بالولاية.