أكد مختصون في علاج السرطان خلال يوم دراسي نظمته جمعية “البدر” لمساعدة مرضى السرطان مؤخرا بولاية البليدة، أن فئة الرجال الذين تجاوزوا 50 سنة من عمرهم هم عرضة للإصابة بسرطان البروستات، حيث كشفت الإحصاءات عن تسجيل 14 حالة لكل 100 ألف نسمة، حيث عرف هذا النوع من السرطان ارتفاعا كبيرا في السنوات الأخيرة. يحتل سرطان البروستات المرتبة الأولى لدى الرجال، ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الوفيات لديهم، وحسب الإحصائيات التي قدمتها الدكتورة دوجة حمودة خلال تدخلها، فإن نسبة 65 بالمائة من المصابين به تجاوزوا سن ال 65 عاما. في نفس السياق، نصح الأخصائي عجاني كمال، رئيس مصلحة المسالك البولية بالمستشفى الجامعي بباب الوادي في العاصمة، الأشخاص الذين يفوق عمرهم الخمسين سنة بضرورة إجراء فحوصات طبية للكشف المبكر عن سرطان البروستات، ويتم الكشف عن هذا النوع من السرطانات من خلال فحص المستقيم عند الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة مرة واحدة في السنة، إلى جانب الكشف عنه من خلال تحاليل مخبرية خاصة، بالإضافة إلى القيام بالخزعة التي تتم تحت الموجات فوق الصوتية وتسمح بتأكيد طبيعة الورم السرطاني، إلى جانب الاختبارات التكميلية الأخرى ومنها الماسح الضوئي، التصوير بالرنين المغناطيسي والتصوير بالأشعة. أما عن أعراض هذا الداء، فتتمثل في كثرة التبول، صعوبة الاحتفاظ بالبول أو العكس أي عدم القدرة على التبول، إلى جانب ضعف تدفق البول أو تقطعه، مع الشعور بألم أو حرقة عند التبول وتواجد الدم في البول، القذف المؤلم والألم في أسفل الظهر والفخذين. كما أشار البروفيسور عجاني إلى أن من أهم أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بهذا النوع من السرطانات، ارتفاع معدل العمر لدى الجزائريين إلى 75 سنة. كما أن العوامل الوراثية بدورها قد تكون من أهم أسباب الإصابة بسرطان البروستات، حيث دعا إلى ضرورة اتباع التاريخ العائلي، ونوعية الأمراض التي تصيب أفراد الأسرة، كما دعا فيما يخص سرطان البروستات الذي ينتقل عن طريق الوراثة إلى ضرورة قيام كل أفراد العائلة بفحوصات طبية مكثفة للكشف المبكر عنه، وهنا تكون نسبة العلاج والوقاية كبيرة جدا، خلافا لاكتشافه في وقت متأخر، وأضاف المتحدث أن نسبة 80 بالمائة من الأمراض السرطانية في الجزائر يتم الكشف عنها في مرحلة متأخرة، في هذه الحالة يتعلق العلاج بتقديم بعض الأدوية التي تعتبر مسكنات فقط، وتكون نسبة الوفاة عالية. من جانب آخر، تطرق المشاركون في اليوم الدراسي إلى دور الطبيب العام في الكشف عن مختلف الأمراض، منها سرطان البروستات، ودعوا إلى ضرورة إشراكه ضمن الطاقم الطبي المعالج لهذا الداء، إلى جانب الأخصائيين النفسانيين.