دعا رئيس جمعية مشعل الشهيد محمد عباد إلى ضرورة كشف السلطات الفرنسية المعنية عن قبور آلاف الشهداء المجهولين، الذين اغتالتهم القوات الاستعمارية إبان الثورة التحريرية المجيدة، مشددا بالمناسبة على ضرورة تخليد المسيرة العطرة لشهداء الجزائر، الذين يبقى الكثير منهم دون قبور تحيي نضالهم وكفاحهم من أجل الحرية والاستقلال. وأبرز عباد خلال إشرافه أمس على افتتاح فعاليات الأسبوع الثقافي والتاريخي ال14 بقصر الثقافة مفدي زكرياء، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد تحت شعار "وقفة وعرفان لشهداء بلا قبور"، بحضور شخصيات وطنية وثورية وعدد من تلاميذ ثانويات وإكماليات العاصمة، أهمية توحيد كافة الجهود على كل المستويات من أجل الضغط على فرنسا وإجبارها على الإسراع في الكشف عن مصير الآلاف من الشهداء (دون قبور)، الذين ضحّوا بالنفس والنفيس من أجل تحرير الوطن من الاحتلال الفرنسي واستعادة أرشيف الثورة كاملا. وأكد المتحدث في هذا الإطار، أنه يتعين على كافة الجمعيات والمنظمات التاريخية والأحزاب السياسية إلى جانب الجهات الرسمية بالدولة، توحيد صفوفها والتجنّد بغية مطالبة فرنسا بالكشف عن شهداء الجزائر المجهولين، لإعادة دفن رفاتهم في قبور تخلّد أسماءهم، وتكون إرثا تاريخيا للأجيال القادمة، موضحا أن الآلاف من الجزائريين الذين استُشهدوا إبان ثورة الفاتح نوفمبر 1954، لاسيما بالحدود خلال عمليات تمرير السلاح أو أولئك الذين ماتوا في خط شال وموريس، لاتزال ظروف استشهادهم غامضة، وأماكن دفنهم مجهولة إلى حد الساعة. وقال مسؤول الجمعية في هذا السياق، إنه يتعيّن على فرنسا اليوم التي تطالب بفتح صفحة جديدة مع الجزائر في إطار ترقية العلاقات الثنائية بين البلدين، الكشف عن أرشيف الثورة وكل ما يتعلق بالمصير المجهول لقوافل الشهداء الذين اغتالتهم السلطات الاستعمارية الفرنسية، ومحت أثرهم وسط تكتّم كبير على هذا الموضوع الحساس، الذي يبقى وصمة عار في جبينها، تضاف إلى الكم الهائل من المجازر البشعة المقترفة في حق الجزائريين منذ 1830 إلى غاية 1962. وكشف، بالمناسبة، عن جملة من النشاطات التي بادرت بها جمعية مشعل الشهيد على مدار أسبوع كامل، في إطار هذه التظاهرة التاريخية الثقافية "وقفة عرفان لشهداء بلا قبور"، وذلك بالتعاون مع مديرية التربية للجزائر العاصمة ومديرية الثقافة. كما سيتم طيلة سبعة أيام كاملة، حسب المتحدث، تنظيم عدة ندوات ومحاضرات تاريخية قيّمة حول عدة شهداء، على غرار علي معاشي والعقيد عبد الرحمان ميرة والعربي التبسي.. وغيرهم، بالإضافة إلى أسماء أخرى كانت ضحية خطي شال وموريس وأحداث 17 أكتوبر 1961 بفرنسا، إلى جانب المعتقلين الذين استُشهدوا بسجون الاستعمار. وللإشارة، شارك في انطلاق هذه التظاهرة سفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر وسفير دولة فلسطينبالجزائر، بحضور تلاميذ عدة مؤسسات تربوية بالعاصمة.