وقال أمام حضور متكون من شخصيات تاريخية و مجاهدين أنه تم حينها الإلقاء بعشرات المتظاهرين بمياه نهر السين الباردة فكانت أحداثا مؤلمة عبرت عن بشاعة وغطرسة النظام الاستعماري الفرنسي لكن بالمقابل مكنت من توحيد فرنسيين ومناضلين من جنسيات أخرى لدعم الثورة الجزائرية مشيرا في هذا الصدد إلى مجموعة المحامين الفرنسيين ال80 و من بينهم المحامي فرجاس الذي دافع على الجزائريين الذين تم توقيفهم وسجنهم في هذا البلد. وأوضح أن أربعة محامين جزائريين تمكنوا من تعبئة بعض زملائهم في فرنسا إلى غاية بلوغ 80 محاميا قدمت لهم توجيهات بالدعوة خلال مرافعتهم للدفاع عن موكليهم إلى استقلال الجزائر ولم ينس المحامي علي هارون الطبقة الشغيلة الفرنسية والحزب الشيوعي الفرنسي اللذين ناضلا من أجل استقلال مستعمرات الأنظمة الرأسمالية والإمبريالية لاسيما الجزائر واندونيسيا. وذكر علي هارون بهذا الشأن بالموقف الذي وقفته أمهات "المقاومين الشباب" الذين فروا من الجيش الفرنسي حيث أن أمهاتهم بعدما استدعوا من طرف الجيش الفرنسي لقمع الجزائريين أمضين ليال عدة في محطات السكك الحديدية و نمن على السكك الحديدية لمنع أبنائهن من الالتحاق بصفوف الجيش الفرنسي و أكد علي هارون أن عددهم كان "121 مناضلا فارا وقعوا على "تصريح ال121" الذي دعمه العديد من المثقفين الفرنسيين البارزين على غرار جون بول سارتر والفيلسوف جورج باتاي. كما تطرق إلى شبكة جونسون (حاملو الحقائب) و شبكة كوريال لنقل الأموال و كذا شبكة الرهبان المتكونة من مثقفين لم يكونوا يرتدون لباس الكنيسة وقدموا دعمهم للثورة الجزائرية. في هذا الخصوص صرح هارون "لقد وصل أثر الثورة إلى درجة دفع بلدان منظمة حلف الشمال الأطلسي إلى عدم مساندة فرنسا كون مثقفين وشخصيات و جنود أدركوا أن الحرب التي يشنها هذا البلد كانت عكس تيار التاريخ. و ردا على سؤال حول عدد الضحايا الذين تم إحصاؤهم خلال هذه الأحداث أشار الأستاذ هارون أنه قد يبلغ 200 شخصا دون حساب ال200 شخص الآخرين المسجلين في قائمة المفقودين والذين لازال مصيرهم مجهولا إلى غاية الآن مضيفا أن عدد شهداء فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني يقارب10 آلاف شهيد و بخصوص اشتراكات فيدرالية فرنسا أوضح المتحدث أنها كانت تشكل نسبة 80 بالمئة من مساعدات الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية مشيرا إلى أن حرب الجزائر كانت من تمويل أبناء الجزائر وردا عن سؤال حول الأرشيف كشف علي هارون أن هناك "صنفين منها" في هذا الخصوص قال المتحدث "يكمن الصنف الأول في الأرشيف الذي كانت تسلمه فيدرالية فرنسا لجبهة التحرير الوطني كل ثلاثة أشهر للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية" مؤكدا أنه في سنة 1962 خلال الأزمة تم الاستحواذ على هذا الأرشيف "الذي نجهل مكان تواجده حاليا من طرف أشخاص خلال إرساله من تونس نحو الجزائر". و فيما يتعلق بالصنف الثاني من الأرشيف صرح هارون أن "ما لا يقل عن 300 كلغ من الوثائق سلمت لمراكز الأرشيف الوطني. من جهة أخرى اقترح الأستاذ هارون تأسيس يوم مخلد للأجانب الذين دعموا الثورة و استعادة جثامينهم مثلما هو الحال حسب قوله بالنسبة للفقيد جورج فوخان (ألماني) الذي طالب بدفن جثمانه بالجزائر و الذي استعيد جثمانه فيما بعد. في نفس الاتجاه صرح نفس المتحدث أنه سيكون من الصعب استعادة جثامين المحكوم عليهم بالإعدام بفرنسا و الذين دفنت جثامينهم في مقابر جماعية أو قبور مجهولة. لهذا الغرض تعتزم جمعية مشعل الشهيد تكريس أسبوع مخلد (12-18 فيفري 2011) للذكرى ال50 لأحداث 17 أكتوبر 1961 و إسهام الهجرة و الأجانب في حرب التحرير بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد يوم 18 فيفري من كل سنة. وخلال ندوة متبوعة بنقاش أدلى محمد مشاطي أحد أعضاء مجموعة ال22 بشهادته حول مساندة الأجانب للثورة. و بهذه المناسبة تم تكريم عائلتي ضابطين سابقين في جيش التحرير الوطني و هما عائلة ايت-مختار و رابح بوعزيز.