توقيع اتفاقيات والالتزام بتعزيز التعاون حفاظا على استقرار الساحل عكفت الجزائر وبوركينا فاسو على استكمال مجموعة من اتفاقات التعاون ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات، بمناسبة انعقاد الاجتماع التقييمي للتعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والتقني بواغادوغو، يومي الثلاثاء والأربعاء، والذي اختتم بالتوقيع على محضر والمصادقة على بيان مشترك. وحسب البيان الصحفي الذي أعقب اللقاء فإن الاجتماع الذي ترأسه الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، مجيد بوقرة، والوزير المنتدب المكلف بالتعاون الاقليمي لبوركينا فاسو، توماس بالي، سمح بالتوقيع على اتفاقات تخص مجالات شتى على غرار العدالة والتنمية الصناعية والسياحة والتجارة والاتصال والشؤون الدينية. إذ عكف الجانبان على دراسة الفرص الجديدة للتعاون المتعلقة بالبرامج الوطنية للتنمية في كلا البلدين والتي تفتح العديد من فرص الشراكة في إطار المنفعة المتبادلة، لاسيما في الميدان الاقتصادي الذي اتفق الوزيران بشأنه على تدارس سبل ووسائل الرفع من مستوى المبادلات التجارية بين الجانبين. وشكلت أشغال الاجتماع فرصة لاستعراض التعاون الثنائي في شتى المجالات وتقييم حالة تجسيد النتائج والتوصيات المنبثقة عن الدورة السابقة من اللجنة المختلطة للتعاون التي جرت بواغادوغو سنة 2013. كما اتفقت الجزائر وبوركينا فاسو على عقد الدورة الثامنة للجنة المختلطة بالجزائر العاصمة خلال الثلاثي الرابع من السنة الجارية.وعبر الطرفان عن ارتياحهما للعلاقات التاريخية التي تربط الشعبين الجزائري والبوركينابي، فضلا عن نوعية العلاقات المميزة بين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ونظيره البوركينابي بليز كومباوري الذي حظي السيد بوقرة باستقبال من طرفه بلغه خلاله التحيات الأخوية من الرئيس بوتفليقة، حسب ذات المصدر. وفضلا عن العلاقات الثنائية بين البلدين، فإن البيان المتوج لأشغال الاجتماع تطرق إلى الأزمة المالية، إذ جاء فيه إشادة من بوركينافاسو بالجهود التي تبذلها الجزائر في إطار ترقية حوار جامع بين الماليين معربة لها عن تشجيعاتها. وأشار المصدر إلى أن الوزير المنتدب البوركينابي المكلف بالتعاون الاقليمي سجل ”الجهود التي تبذلها الجزائر في إطار ترقية حوار مالي-مالي جامع من شأنه التوصل إلى تحقيق المصالحة الوطنية معربا للجزائر عن تشجيعاته”. من جهته، أعرب السيد بوقرة عن تقديره للدور الذي تلعبه بوركينا فاسو في ”البحث عن حلول سياسية للنزاعات في إفريقيا” لاسيما فيما يخص الأزمة المالية مع التوقيع بواغادوغو على الاتفاق التمهيدي للانتخابات الرئاسية والمفاوضات الجامعة للسلم بمالي. وأعربت الجزائروبوركينافاسو عن ارتياحهما للوضع بمالي بعد تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية سمحت بالعودة إلى النظام الدستوري واسترجاع سلطة الدولة على كافة التراب المالي. وأبديتا دعمهما للجهود التي تبذلها السلطات المالية قصد تجسيد المصالحة الوطنية. ونظرا للأهمية التي يوليانها للتنمية وتأمين منطقة الساحل، أكد البلدان على التزامهما بعدم ادخار أي جهد حتى تكون هذه المنطقة فضاء متقاسما للسلم والازدهار” و«العمل سويا لدعم جهود السلم والاستقرار في إفريقيا المبذولة حاليا في الاتحاد الافريقي”، وذلك عبر التشاور والتنسيق الدائمين وكذا ”بتعزيز” تعاونهما في إطار مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات التي ”تمس المنطقة”. للإشارة، استقبل السيد بوقرة من قبل الوزير الأول البوركينابي، لوك أدولف تياو، خلال زيارته لواغادوغو في إطار الاجتماع التقييمي للتعاون الجزائري البوركينابي الذي عقد يومي الثلاثاء والأربعاء. وتبادل الطرفان، بنفس المناسبة، وجهات النظر حول الوضع في منطقة الساحل. وبالمناسبة، تم التأكيد على إرادة الجزائر في تفعيل العلاقات الثنائية في جميع المجالات.