تتنقل، اليوم، تشكيلة مولودية وهران إلى مدينة تيزوزو في سفرية برية، لمقابلة مضيفتها شبيبة القبائل للمرة الثانية في ظرف خمسة أيام، بعد الأولى، الجمعة الماضي، برسم البطولة الاحترافية الأولى بملعب أحمد زبانة والتي انتهت دون فائز، وهذه المرة سيغير الغريمان البوصلة باتجاه منافسة كأس الجمهورية في دورها ربع النهائي، وتشاء الصدف أن يتقابل الاختصاصيان للمرة الثانية في نفس الدور، وبنفس الملعب (الفاتح نوفمبر بتيزي وزو) وهذا منذ سنتين، أين عادت الغلبة في الموقعة الأولى لأشبال الرئيس محند شريف حناشي بواقع هدفين لواحد في مقابلة قوية وشيقة في عهد المدرب الحمراوي السابق والحالي لأمل الأربعاء شريف الوزاني سي الطاهر. لكن هذا الموسم لن يكون شريف الوزاني على خط التماس، لكنه سيتابع فريقه السابق عن بعد، وهو يخوض هذه المنافسة بذات المشاكل التي أثقلت كاهله وقزمته (أي الفريق) منذ سنوات، فالمولودية غيرت مدربها جمال بن شاذلي الذي تخلى المسيرون عن خدماته لسوء النتائج (نقطة واحدة من اثنتي عشرة ممكنة وتأهل صعب في سباق الكأس)، علما أن بن شاذلي هو المدرب الثاني هذا الموسم بعد الإيطالي جيوفاني سوليناس، والتاسع في موسمين، وهو رقم يتحدث عن نفسه، ويبرهن على الحال الذي أضحت عليه المولودية الوهرانية، بعدما كانت مثالا في التكوين والاستقرار فضلا عن الحصاد الفني اللافت، وقد اهتدى رئيس مجلس الإدارة يوسف جباري ومن معه إلى انتداب اللاعب الدولي السابق لفريق المولودية عمر بلعطوي، حتى ينقذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، وذلك دأبه، حيث سبق له وأن تكفل بمأمورية ”رجل مطافئ” في الفريق الموسم الماضي، وساهم في نجاته من مقصلة السقوط إلى القسم الأسفل.وسيستهل بلعطوي، مهمته بالإشراف على التشكيلة الوهرانية اليوم في لقاء الكأس، الذي قال عنه بأنه سيوليه كامل الاهتمام، حتى يعيد الفريق إلى سكة الانتصارات من جديد ”لا يمكنني تفضيل اللقاءات أو الفترات التي أدرب فيها المولودية، فأنا قلت في عديد المرات أنني ابنها، وهي التي صنعت لي اسما، وستجدونني دائما حاضرا لخدمتها، ولم أكن لأترك فريق أولمبي أرزيو الذي كنت أدربه بطموح الصعود إلى الرابطة الثانية (هواة) وهو رائد حاليا لقسمه لولا المكانة الكبيرة للمولودية في قلبي، ويقيني بأنه يمكننا فعل أي شيء إيجابي لها في الفترة الصعبة التي تمر بها”. ويقول اللاعب الدولي السابق الذي مواصلا حديثه: ”صحيح أن المولودية تمر بوضعية صعبة لكن ليست كارثية، وسأعمل جاهدا على تحسين موقعها في جدول الترتيب، ولازالت مرحلة الإياب طويلة، ويمكن تحصيل عدد مقبول من النقاط فيها، وما يجعلني واثق من بلوغ هذا الهدف، هو درايتي بدقائق التشكيلة التي تابعت خرجاتها في أكثرمن مرة وبمحيطها، وما أطلبه هو التوفيق من الله تعالى ومؤازرة الأنصار”.وسيكون بلعطوي، مشرفا فنيا على للتشكيلة في خرجتها اليوم أمام الشبيبة القبائلية، رغم أنه دربها في حصة واحدة فقط (صبيحة اليوم)، وكذلك لم يضبط القائمة المعنية باللقاء فذاك عمل قام به المقال جمال بن شاذلي، لكن يبدو أنه مستعد نفسيا لاختبار اليوم: ”سنلعب ضد شبيبة القبائل دون ضغط، وسأسعى جاهدا لوضع لمستي في التشكيلة خاصة من الناحية النفسية، وسنوظف كل أوراقنا لانتزاع التأهل من ملعب تيزي زوز، فإن تحقق ذلك فسيكون إنجازا كبيرا للفريق، وإن أقصي فليست نهاية العالم، وسنركز جهدنا واهتمامنا أكثر على ما تبقى من البطولة الوطنية”. وسيكون بمقدور المدرب الجديد القديم الاعتماد على الثلاثي بورزامة، بلعباس وبراجة الذي كان على خلاف حاد مع المدرب السابق بن شاذلي، في حين سيجبر المهاجم بوعيشة على التخلف عن لقاء اليوم بسبب إصابة في الركبة. ويبقى المدرب السابق بن شاذلي رافضا لطريقة إقالته التي قال عنها بأنها ليست احترافية بالمرة، واصفا مسيريه السابقين بشتى النعوت، ومؤكدا أنه سيضغط عليهم أكثر من أجل الحصول على وثيقة تثبت إقالته، وبعدها تسديد مستحقاته كما ينص عليه العقد الذي أبرمه معهم عند خلافته لسلفه سوليناس.