استقبل الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال، أول أمس، بالجزائر العاصمة، المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند من أجل حماية كوكب الأرض، نيكولا إيلو، حسب بيان لديوان الوزير الأول، الذي أشار إلى أن "الاستقبال شكل فرصة لتناول المسائل المتعلقة بترقية الاقتصاد الأخضر وآفاق تطويره وتثمينه تحسبا لندوة باريس". وسمح اللقاء الذي جرى بحضور وزيرة تهيئة الاقليم والبيئة، دليلة بوجمعة، للطرفين بتبادل وجهات النظر حول الرهانات البيئية المستقبلية في إفريقيا والعالم. كما تطرق مبعوث الرئيس الفرنسي مع وزير الطاقة والمناجم، السيد يوسف يوسفي، خلال محادثات جرت أول أمس إلى موضوع التغيرات المناخية والنجاعة الطاقوية واحتجاز غاز ثاني أكسيد الكربون. وبهذه المناسبة، أكد وزير الطاقة أن الجزائر واعية بهذه الظاهرة وأن مقاربة تطورها تندرج بشكل مستديم في هذا المنظور. وأبرز الجهود المبذولة من قبل الجزائر لتطوير الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقوية وكذا احتجاز ثاني أكسيد الكربون، حيث تعد الجزائر من بين الدول النادرة التي تستعمله للمساهمة في حماية البيئة مع ضمان حصول أغلبية السكان على الطاقة. ودعا الطرفان إلى التضامن ودعم الدول الفقيرة لاسيما الإفريقية في مجال تحويل التكنولوجيا والتمويل لمساعدتها على تطوير مواردها الطاقوية مع الحفاظ على البيئة لاسيما الغابات. وأعرب السيدان يوسفي وايلو عن أملهما في أن تتوصل ندوة باريس إلى آلية تسمح بإيجاد حل لمسألة التغيرات المناخية وتحقيق تقدم في هذا المجال. وفي حديث مع وكالة الأنباء الجزائرية قال السيد ايلو ردا على سؤال حول نتائج لقاءاته مع المسؤولين الجزائريين إنه مرتاح ل«تطابق الرؤى" مع السلطات الجزائرية، مشيرا إلى السعي لتجنيد الهيئات الدينية في هذا المجال. وقال إن "الوزير الأول عبد المالك سلال اقترح علي إشراك الهيئات الدينية والفكرية، وأنا سعيد بوجود هذا التوافق في الرؤى... وبالنظر إلى أهمية الموضوع يجب رفع مستوى الوعي إلى درجة أكبر، لأن الأمر يتعلق برهان يفوق النطاقين السياسي والوطني". كما أكد أن اقتراحات وزير الطاقة والمناجم كانت "جد صائبة" لاسيما فيما يتعلق بتحويل التكنولوجيات النقية والتمويلات المبتكرة لمساعدة دول الجنوب. وأضاف "أنها اقتراحات منصفة سأعمل على تبليغها لحكومتي ونقلها على مستوى الأممالمتحدة". واعتبر السيد ايلو الذي زار العديد من المرافق بالعاصمة على غرار مشروع تهيئة وادي الحراش أن "الكثير من الأمور الجيدة تحصل حاليا في الجزائر في مجال الحفاظ على البيئة". للتذكير، فإن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي المكلف بملف حماية البيئة والتحضير لمؤتمر باريس حول المناخ المقرر عقده في 2015، حل بالجزائر في إطار مهمة إصغاء واستماع للرؤى الجزائرية في هذا المجال، ضمن جولة ستقوده إلى كل أرجاء العالم، يسعى من خلالها لإقناع السياسيين بضرورة الوصول إلى اتفاق ملزم للجميع، للحد من الانبعاثات الكربونية وكافة أشكال التلوث التي باتت تهدد الكرة الأرضية والبشرية.وبخصوص موقفه من استغلال الطاقات غير التقليدية مثل الغاز الصخري، أكد نيكولا ايلو أن الوضع في فرنسا "ليس حتما ملائما لبلدان أخرى لأن الوضع الطاقوي والاقتصادي ليس نفسه"، لكنه اعتبر في نفس الوقت أن الغاز الصخري "ليس حلا مستقبليا ويمكن أن يكون حلا انتقاليا"، معربا عن اقتناعه بأن المستقبل يكمن في "الطاقات المتجددة". وعن لقائه مع وزراء البيئة الأفارقة خلال الندوة الافريقية المزمع تنظيمها اليوم السبت بوهران، أشار إلى أنه سيقول لهم أن "هناك حلولا ونموذجا اقتصاديا دائما ورسالتي إليهم هي معالجة الرهان المناخي بتصور عالمي وتذكرنا هذه البلدان بمسؤولياتنا لكني سأطلب منها الأخذ بعين الاعتبار وبتمعن الصعوبات التي نواجهها"، معربا عن أمله في أن يشكل "لقاء باريس نقطة انطلاق لتغيير الذهنيات والأولويات بشأن الحفاظ على كوكب الأرض بدعم من مانحي الأموال.