عرفت مختلف المدن المغربية نهار الجمعة اوسع عمليات احتجاج ومظاهرات ضد غلاء المعيشة وتدهور القدرة الشرائية للغالبية العظمى من شرائح المجتمع المغربي. وأكدت الصحف المغربية الصادرة امس أن "اليوم الوطني الاحتجاجي" الذي دعت اليه تنسيقيات مكافحة غلاء المعيشة وتدهور الخدمات العمومية عرف مشاركة شعبية واسعة وخاصة وانه صادفت الذكرى ال27 "لانتفاضة الخبز" التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء يوم 20 جوان 1981 احتجاجا على ارتفاع سعر الخبز. ورفع المتظاهرون لافتات وشعارات احتجاجية طالبوا من خلالها "الغاء الزيادات في أسعار المنتوجات ذات الاستهلاك الواسع ونددوا بقيمة الدفع المفروضة للاستفادة من الخدمات الصحية في المستشفيات وكذا خوصصة بعض الخدمات مثل التعليم والصحة والنقل" . كما طالب المتظاهرون في مختلف المدن المغربية ب"اعفاء ذوي الدخل الضعيف من الضرائب ورفع الاجور وتوسيع المنح الدراسية ورفع قيمتها باجراءات أخرى ذات طابع اجتماعي تتعلق باستحداث مناصب الشغل والحماية من البطالة" . وشهدت المظاهرات مشاركة متميزة لعائلات ضحايا أحداث 20 جوان 1981 التي شهدتها مدينة الدارالبيضاء والذين لبوا نداء الكونفدرالية الديمقراطية للعمل والتي سارت باتجاه المقبرة الجماعية القريبة من ثكنة رجال المطافئ. وترحم المتظاهرون أمام 79 ضريحا مجهولا قتل اصحابها في المواجهات العنيفة التي شهدتها المدينة الاقتصادية المغربية انذاك ووضعوا اكليلا من الزهور بحضور مناضلين عن حقوق الانسان وأعضاء جمعية 20 جوان وممثلين عن تنسيقيات مكافحة غلاء المعيشة وكذا الأمين العام للكونفدرالية الديمقراطية للعمال. وجدد رئيس جمعية 20 جوان بهذه المناسبة اثارة مطلب عائلات ضحايا تلك الاحداث الدامية باتجاه السلطات الرسمية المغربية قصد اجراء تحاليل لمعرفة هوية اصحاب تلك القبور. وفي سياق ذي صلة ينتظر أن تنطلق اليوم قافلة التضامن مع سكان مدينة سيدي افني الواقعة على بعد 770 كلم جنوب العاصمة المغربية الرباط. وشهدت هذه المدينة المطلة على المحيط الاطلسي في السابع من الشهر الجاري مواجهات دامية بين قوات التدخل المغربية ومتظاهرين اقدموا على شل كل حركة في ميناء المدينة احتجاجا وتنطلق القافلة من العاصمة الرباط بمبادرة من جمعية "اتاك المغرب" . واشارت عدة مصادر مغربية ان هذه المظاهرة ستضم مناضلين من عدة مدن بالتنسيق مع النقابات ومنظمات غير حكومية واحزاب سياسية للتعبير عن تضامنهم مع سكان سيدي افني. وكتبت صحيفة "ليبراسيون" المغربية في عددها الصادر امس تعليقا على تلك الاحداث ونقلا عن شهود عيان "ان تجاوزات خطيرة رافقت تدخل قوات الشرطة الذين قام بعض عناصرها بسرقة ممتلكات السكان من اموال وهواتف نقالة ومجوهرات واجهزة الكترونية... خلال عمليات المداهمة وهو ما اثار استياء السكان وادى الى القيام بأعمال احتجاجية جماعية" .