تضاعفت القضايا المتعلقة بالجرائم الإلكترونية خلال السنوات الأخيرة بشكل كبير؛ حيث انتقلت من 47 قضية سنة 2010 إلى 107 قضايا سُجلت العام الماضي. ومن المتوقع أن تتضاعف القضايا أكثر خاصة مع استعمال الجيل الثالث للهاتف النقال، الذي يمكّن ملايين الشباب والأحداث من الإبحار بسهولة في عالم الأنترنت. وستنسق المديرية العامة للأمن الوطني جهودها مع متعاملي الهاتف النقال؛ بغية التصدي لمختلف الجرائم وحل القضايا ذات الصلة باستعمال الأنترنت. وكشف نائب مدير القضايا المالية والاقتصادية بالمديرية العامة للأمن الوطني عميد الشرطة فيصل حساني أمس لدى استضافته بمنتدى الأمن الوطني، أن مصالح الأمن أصبحت تسجل أعدادا متزايدة للقضايا المتعلقة باستعمال الأنترنت، موضحا في مداخلة حول موضوع الاستعمال الأمثل للأنترنت لدى الأحداث، أن هذه القضايا التي أخذت منحى تصاعديا أصبحت تشكل خطرا كبيرا على الأطفال والمراهقين في ظل غياب التوجيه والرقابة الكافية من قبل الأولياء، الذين اعتبرهم الغائب الأكبر. ومن المتوقع، حسب المسؤول، أن يرتفع هذا النوع من القضايا خلال الشهور والسنوات المقبلة، خاصة مع خدمات الجيل الثالث للهاتف النقال، التي تسهّل على جميع المشتركين ولوج الأنترنت فقط من خلال الهواتف النقالة واللوحات التطبيقية المتداوَلة بشكل كبير لدى الفئات العمرية الشابة وتلك التي تقل أعمارها عن 18 سنة.. ولتفادي أية تعقيدات في مثل هذه القضايا، تنسّق مصالح الأمن خطواتها مع متعاملي الهاتف النقال، لتسهيل حل مثل هذه القضايا والتعجيل في ذلك. وتشير الأرقام المرتبطة بالجرائم الإلكترونية التي سجلتها مصالح الأمن خلال سنة 2013، إلى تنوع هذه القضايا. وحسب المسؤول، فإن عدد القضايا المرتبطة باستغلال صور الأطفال جنسيا خلال السنة المنصرمة، بلغ خمس قضايا، تم تسجيلها ومعالجتها من قبل مصالح الأمن. كما تم تسجيل 28 قضية متعلقة بالقذف، وهي أكبر الجرائم الإلكترونية المسجلة، بالإضافة إلى انتحال الشخصية، والتي بلغ عددها 21 قضية، ناهيك عن 20 قضية تتعلق باختراق الأنظمة الإلكترونية، وثمانية قضايا تتعلق بإهانة مؤسسات الدولة وقضايا المساومات والتعدي على الحياة. وفيما يتعلق بحماية الأطفال من الجرائم الإلكترونية، أشار السيد فيصل حساني إلى الجهود التي تبذلها مصالح الأمن لتوعية الأطفال، خاصة في المدارس، على عكس مقاهي الأنترنت، التي يبقى استعمالها مفتوحا وغير مراقَب؛ لأن القانون لا يمنع استعمال هذه المساحات من قبل فئات عمرية معيَّنة؛ على اعتبارها مساحات ترفيهية، مضيفا أن المفتاح الرئيس لحماية الأحداث من هذه الظاهرة، يكمن لدى الأولياء المطالَبين اليوم بتأطير أبنائهم ومراقبتهم بذكاء؛ من خلال وضع أجهزة الإعلام الآلي في مكان إحراج عوض الأماكن المعزولة... من جهته، عبّر سفير النوايا الحسنة لدى صندوق الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" اللاعب الدولي مجيد بوقرة، عن استعداده للانخراط في جميع الأنشطة والمبادرات الرامية إلى حماية الطفل، مشيرا إلى أنه رغم روعة الأنترنت إلا أن جوانبها السلبية أصبحت تشكل تهديدا مباشرا للأطفال، وعلى الأولياء تحمّل مسؤولياتهم بمراقبة وحماية أطفالهم، مضيفا أنه لا يجب مقارنة الوضع ببلادنا مع باقي الدول، لكن يجب الاحتياط من خلال التذكير، وبشكل دوري، بخطورة الاستعمال السيئ للأنترنت، خاصة من قبل الأطفال والمراهقين. وأعطى ممثل المنظمة الأممية للطفولة "اليونيسيف" بالجزائر السيد توماس دافان، بعض المقترحات والحلول التي من شأنها التقليل من مخاطر الاستعمال السيئ للأنترنت من قبل الأطفال، على غرار الإكثار من الدوريات الميدانية بالمؤسسات التربوية، سواء من قبل مصالح الأمن أو الجمعيات والهيئات المهتمة، وهي إحدى الحلول الرائجة والمتَّبعة بالدول المتقدمة...