تلعب المباراة الثانية للدور نصف النهائي لكأس الجزائر، اليوم، والتي ستجمع بين شبيبة الشراقة ومولودية الجزائر في ملعب بولوغين، حيث سيقدم فريق المولودية العائد في الجولة الماضية من تيزي وزو بانهزام بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل صفر، كل ما لديه من أجل اجتياز عقبة تشكيلة شبيبة الشراقة والتصالح مع جمهوره لمواصلة لعب كأس الجزائر وتحقيق أهدافه. فالضغط سيكون كبيرا على المدرب بوعلي ولاعبيه، كون هذا التأهل يعد الورقة الوحيدة التي ستلعبها المولودية من أجل إنقاذ موسمها، من خلال محاولتها الفوز بكأس الجزائر إن تمكنت من بلوغ النهائي، فهذا هو الهدف المسطر من قبل المسيرين، بعد أن تلاشت كل حظوظ فريقهم في اللعب من أجل لقب البطولة الوطنية، وعليه يجب على رفقاء بوقاش، الذين يسعون إلى بلوغ النهائي للمرة الثانية على التوالي، توخي اليقظة والحذر أمام شبيبة الشراقة التي تحذوها رغبة كبيرة في تذوق طعم نهائي هذه المنافسة، خاصة بعدما زادت ثقتها في نفسهما بعد تمكنها من بلوغ الدور نصف النهائي لأول مرة في تاريخها، بعد أن استطاعت اجتياز عقبة شباب قسنطينة بالفوز عليه بهدفين مقابل واحد في الدور ربع النهائي. وسيلعب أبناء المدرب الروماني، دان أنجيليسكو، هذه المقابلة دون أي عقدة، باعتبار أن الهدف الرئيسي لهم هذا الموسم يتمثل في الصعود إلى بطولة الرابطة المحترفة الثانية، لهذا فلن يخسر فريق الشراقة أي شيء، ما دام أنه لم يكن ينتظر أن يصل إلى هذا المستوى من المنافسة، وفي حال تم إقصاؤه على يد المولودية، فلن يندم أبدا، لأنه سينسحب بشرف من منافسة كأس الجمهورية وهو الذي أسال الكثير من الحبر بعد تألقه في هذه المنافسة الوطنية، فكل الشراقة تعيش على وقع الحدث والوصول إلى النهائي سيكون حدثا كبيرا في هذه المدينة، التي أعلنت الأفراح منذ مدة وهي التي تحتفل بوصول فريقها الصغير إلى منافسة أحد أعرق الأندية وأكبرها في الجزائر وهو المولودية، صاحب الستة كؤوس والباحث عن السابعة. من جانب الفريقين، فإن إرادة اللاعبين كبيرة من أجل بلوغ الدور النهائي، فلاعبو الشراقة الذين استطاعوا أن يزيحوا فريق شباب قسنطينة الكبير في لقاء الدور ربع النهائي، يملكون ثقة كبيرة في النفس من أجل رفع التحدي أمام المولودية وإحداث مفاجأة أخرى والسير على نفس خطى بعض الأندية الصغيرة، التي وصلت إلى هذا الدور والتي خلقت المفاجأة على غرار شباب بني ثور سنة 2000 والذي فاز بأول كأس جمهورية في تاريخه وشباب المشرية في سنة 2001 والذي انهزم بصعوبة أمام اتحاد العاصمة، ففي كرة القدم كل شيء يبقى ممكنا، وهذا هو التفكير السائد لدى لاعبي الشراقة، الذين يرون بأن المباراة ستجمع بين 11 لاعبا مقابل 11 فوق المستطيل الأخضر، بغض النظر عن حجم الناديين. ومن جهة المولودية، فإن الفوز أكثر من ضروري لأنه في حال العكس، فإن ذلك قد يدخل النادي في أزمة، وسيأتي على مستقبل المدرب في الفريق، خاصة وأن الهدف المتفق عليه في عقده هو الفوز بكأس الجمهورية، ولهذا فإنه لن يكون هناك أي خيار لبوعلي سوى قيادة فريقه نحو التأهل.