أعلن وزير الاتصال عبد القادر مساهل أمس بأدرار، عن “التوجه نحو تجسيد الإعلام الجواري بوكالة الأنباء الجزائرية، انطلاقا من التحولات الكبيرة التي تعرفها هذه المؤسسة الإعلامية، وتماشيا مع التطور الحاصل في مجال الإعلام متعدد الوسائط”. وأوضح الوزير في تدخّل له عبر أمواج إذاعة أدرار الجهوية، في ختام زيارته للولاية التي دامت يومين، أن “وكالة الأنباء الجزائرية أصبحت الآن تختلف كثيرا عما كانت عليه في سبعينيات القرن الماضي، بعد ولوجها عالم الإعلام متعدد الوسائط باستخدامها لتقنيات اتصال عصرية، مما مكّنها من تحقيق إعلام جواري، على غرار المشروع الذي أُطلق بولاية تمنراست، والذي سيوسَّع ليشمل ولايتي أدرار وإليزي”. وأوضح أن “الإعلام الجواري عن طريق وكالة الأنباء الجزائرية، هو توجه جديد، سيمكّن الشباب، خاصة هواة عالم تقنيات الإعلام، من الشراكة مع هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية؛ من خلال إنشاء مؤسسات مصغرة في المعلوماتية لبيع منتوجها الإعلامي لوكالة الأنباء الجزائرية”. وأكد في هذا الصدد أن “الإرادة موجودة، وكل الإمكانات اللازمة متوفرة من طرف الدولة لتجسيد هذا التوجه”. كما ذكّر “بأهمية قانون السمعي البصري، الذي يندرج في إطار الإصلاحات التي بادر بها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، والذي يُعد تحولا هاما للبلاد؛ حيث سيفتح مجالا أوسع للتعددية في مجال الإعلام التلفزيوني والإذاعي حتى أمام الخواص”، لافتا إلى أن “هذا المكسب يُعتبر مسارا نحو فتح نهائي لمجال الإعلام، وتعزيز الخدمة العمومية تجاه المواطن''. وأضاف أن “هذا القانون الذي ينبثق من القانون العضوي للإعلام، سيُتبع ببعض المراسيم التنفيذية التي ستقدَّم خلال الأسابيع المقبلة، للحكومة، من أهمها المرسوم المتعلق بإنشاء سلطة ضبط، ستكون لها صلاحيات واسعة، ستمكّنها من تسيير المجال الإعلامي في شقه السمعي البصري”. وقام وزير الاتصال في اليوم الثاني والأخير من زيارته لولاية أدرار، بتفقّد نشاط محطة البث الإذاعي والتلفزي ببلدية تيمي؛ حيث أعلن عن إطلاق حملة واسعة للتحسيس بأهمية التلفزيون الرقمي الأرضي عن قريب من ولاية أدرار، قبل أن تشمل باقي ولايات الوطن، وذلك بغرض تحسيس المواطنين وتعريفهم بكيفية التقاط البرامج الوطنية عن طريق التلفزيون الرقمي الأرضي. ولدى معاينته لنشاط هذه المحطة، أشار وزير القطاع إلى أن “مؤسسة البث الإذاعي والتلفزي تقوم بمجهودات جبارة لتغطية البث عبر مختلف أنحاء الوطن، من خلال تنفيذ البرنامج الوطني، للانتقال من نظام البث التماثلي إلى نظام البث الرقمي”. وتبلغ نسبة التغطية الحالية بنظام البث الرقمي، 85 بالمائة على المستوى الوطني، على أن يتم بلوغ نسبة 95 بالمائة وطنيا مع نهاية السنة المقبلة؛ حيث وفّرت الدولة إمكانات معتبرة لتحقيق هذه الغاية، كما قال. وتلقّى السيد مساهل بهذه المنشأة عرضا شاملا حول الإمكانات المتوفرة والبرامج المسطرة، لتغطية ولاية أدرار والمناطق النائية بها ببرامج الإذاعة والتلفزيون عبر مختلف القنوات والموجات الإذاعية، واطّلع أيضا على المعدات المستخدمة في البث التلفزي الرقمي. كما تفقّد وزير الاتصال سير الخدمة الإعلامية بإذاعة أدرار الجهوية؛ حيث أكد مجددا عزم الوزارة الوصية على إعطاء أهمية كبرى للتكوين؛ لتمكين العاملين في قطاع الإعلام والمهن المتعلقة به، من مواكبة التقنيات الجديدة المستخدَمة في هذا الجانب. وكشف عن إنشاء مركز جهوي لتكوين الصحفيين والتقنيين ومهنيّي قطاع الإعلام قريبا بأدرار، وهو المرفق التكويني، الذي سيرافق مشروع إنجاز المقر الجديد لإذاعة أدرار الجهوية. وذكر أن الدراسات المتعلقة بمشروع المقر الجديد لإذاعة أدرار الجهوية، قد تم استكمالها. وستنطلق أشغال الإنجاز بداية شهر ماي المقبل، موازاة مع إحياء اليوم العالمي لحرية التعبير. من جانب آخر، أشار إلى تسطير برنامج هام لتعزيز دور الإذاعة والتلفزيون، خاصة بالمناطق الجنوبية، من خلال دخول آليات تقنية حديثة ومتطورة تسمى “المينوس”، وهي عبارة عن نظام متعدد الوسائط والخدمات، يُستخدم لإرسال وتبادل البرامج، سيسمح بمضاعفة حجم تبادلات البرامج، وسيمكّن من فتح مركز تلفزيوني بولاية أدرار خلال الصائفة المقبلة، لاسيما أن هذه التقنية تسمح بوضع طاقم تلفزيوني بصفة دائمة بمكانه، يقوم بإرسال المادة الإعلامية من أي مكان باستعمال وسائل بسيطة.