كشفت ”جائزة الشيخ زايد للكتاب” عن أسماء الفائزين بجوائز دورتها الثامنة التي شهدت ثراء وتنوعا كبيرين يؤكدان مكانتها الرائدة على الخارطة الثقافية العربية والعالمية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي أقيم يوم الإثنين 31 مارس في العاصمة الإماراتية، وأشار خلاله الدكتور علي بن تميم، أمين عام ”جائزة الشيخ زايد للكتاب”، إلى أن رؤية أبوظبي الثقافية التي أسس لها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الوالد المؤسس، تواصل مسيرة نموها في ظل القيادة الحكيمة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة ومتابعة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتناول الدكتور علي بن تميم مراحل عمل الجائزة بدءا من فتح باب الترشيحات في شهر مايو (آيار) من العام المنقضي 2013، ثم مرحلة القراءة والفرز لإعلان القوائم الطويلة، قبل الانتقال إلى لجان تحكيم مختصة في كل فرع، رفعت تقريرها بترشيحات القوائم القصيرة إلى ”الهيئة العلمية” التي راجعتها وفقا للمعايير الموضوعة، وقدمت توصياتها بأسماء الفائزين لمجلس الأمناء الذي أقرها واعتمدها في الأسبوع الماضي، على أن يتم توزيع الجوائز في حفل كبير يقام يوم 4 ماي المقبل على هامش ”معرض أبوظبي الدولي للكتاب”. وتقدم الدكتور علي بن تميم بالشكر لأعضاء لجان الفرز والقراءة والتحكيم والهيئة العلمية على جهودهم الصادقة والمخلصة، وأعلن أسماء الفائزين ب«جائزة الشيخ زايد للكتاب 2013 /2014”. فاز بجائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة؛ الأستاذ سعد عبدالله الصويان عن كتابه ”ملحمة التطور البشري”، من منشورات دار مدارك للنشر في دبي (2013). يقدم هذا الكتاب دراسة تفصيلية تحتوي على مقاربة شاملة لمراحل التطوّر البشري، وأبرز الإسهامات التي وفّرها علماء الأنثروبولوجيا في هذا المضمار على مرّ العصور. وفاز بجائزة الشيخ زايد لأدب الطفل والناشئة؛ جودت فخر الدين عن كتابه ”ثلاثون قصيدة للأطفال”، من منشورات دار الحدائق (2013 ) لما يحويه من معان شعرية في القصائد تحفز على التفكير الإيجابي وتفضي في الوقت نفسه إلى التأمل واستخدام الخيال، إضافة إلى بساطة اللغة وجمال الإيقاع الذي يصنع إحساسا إنسانيا يؤدي إلى صفاء النفس، نقاء الطبيعة وتنوع القصائد والأفكار، مما يؤدي إلى زيادة الحصيلة المعرفية والتأملية لدى الأطفال، ناهيك عن طباعة الكتاب الأنيقة، رسومه الجميلة وخطوطه السهلة والمكبّرة. وفاز بجائزة ”الشيخ زايد للمؤلف” الشاب المؤلف رامي أبو شهاب عن كتابه ”الرسيس والمخاتلة: خطاب ما بعد الكولونيالية في النقد العربي المعاصر”، من منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت 2013. ونال جائزة الشيخ زايد للترجمة؛ محمد الطاهر المنصوري من تونس عن ترجمته لكتاب ”إسكان الغريب في العالم المتوسطي”، من منشورات دار المدار الإسلامي (2013) لدقّة الترجمة وأناقتها في آن واحد، وأظهرت الترجمة أمانة للغة النص الأصلي ودقة في ترجمة المصطلحات التاريخية والعلمية، وازدانت بفهارس عديدة وثبت واسع لأسماء الأماكن والأعلام. يرصد الكتاب هذه الظاهرة بوصفها مؤسسة تجارية واجتماعية منذ العصور القديمة، حتى التبادلات الحضارية والتجارية الحديثة على امتداد البلدان العربية وجاراتها الأوروبية والمتوسطية، مرورا بالحضور العربي في إسبانيا. كما سعى الكتاب إلى الكشف عن سكان المنطقة للسفر والرحلات وسبل استقبال الغريب أو الزائر وتطور ذلك بمقتضى طبيعة العلاقات والفترة المعنية. وحاز المؤلف المصري عبد الرشيد محمودي جائزة ”الشيخ زايد للآداب” عن رواية ”بعد القهوة” من منشورات مكتبة الدار العربية للكتاب (2013)، تستلهم الرواية التقاليد السردية الكلاسيكية والعالمية الأصيلة وتبرز مهارة السرد، سلاسة في الانتقال ودقة في تجسيد الشخصيات من الطفولة إلى الكهولة، بالإضافة إلى تجسيد دقيق للعالم الروائي ورسم فضاءات وتحليل الشخصيات في حالة تقلباتها بين الأمل والانكسار. وقررت الهيئة العلمية حجب جائزة ”الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية” في دورتها الثامنة نظرا لكون الدراسات المقدمة لا تستوفي شروط الفوز بالجائزة. وفاز الإيطالي ماريو ليفيراني بجائزة الشيخ زايد فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى عن كتابه ”تخيل بابل”، من منشورات دار نشر إيديتوري لاتيرزا (2013) روما باري. وفازت المؤسسة الفكرية العربية ”بيت الحكمة” من تونس بجائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية، يأتي هذا الفوز للفكر الموثَّق والعميق والجهد الأكاديمي المسؤول والعلاقة المتينة بالتراث الحي الواضح في كافة أعمال المؤسسة. تعمل ”بيت الحكمة” في تونس منذ عقود على نشر مؤلفات فكرية هامة من طبعات محققة لأمهات الموروث العربي في الأدب، الفكر، اللغة، المعاجم وترجمات علمية لأمهات الفكر الفلسفي واللساني العالمي، يقوم بها أساتذة ولغويون معروفون، إلى جانب مؤلفات جماعية في موضوعات فكرية وأدبية هامة هي في الغالب أبحاث مؤتمرات فكرية تقيمها المؤسسة نفسها وتدعو إليها أنشط العاملين في المجالات المعنية. وأضاف أن هذا المشروع الثقافي يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويكامل بين إحياء الإرث العريق للثقافة الإماراتية والعربية بصفة عامة وأحدث ما تقدمه الحضارة الإنسانية. وتمهد ”جائزة الشيخ زايد للكتاب” الطريق أمام الباحثين، المؤلفين، المثقفين، الناشرين والأقلام الشابة للخروج بإنتاجهم الأدبي والفكري والبحثي للعالم، ومواصلة الإبداع من خلال تكريم دورهم في الحركة الثقافية العربية والعالمية. يذكر أن ”جائزة الشيخ زايد” للكتاب ستنظم سلسلة من الندوات والحوارات مع الفائزين بجائزة دورتها الثامنة ضمن البرنامج الثقافي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، المقرر إقامته خلال الفترة الممتدة بين 30 أفريل و5 ماي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.(الوكالات)