نظمت المديرية العامة للأمن الوطني وفرقة شرطة العمران والمحافظة على البيئة بالتنسيق مع الديوان الوطني لرياض الفتح، تظاهرة تربوية لترسيخ الثقافة البيئية والعمرانية لدى الأطفال، خاصة بعد تسجيل أكثر من 20 ألف مخالفة في حق البيئة والمحيط، وجاءت هذه المبادرة تحت شعار ”لأمنكم.. أينما كنتم نكون”. أشار رابح زواوي محافظ الشرطة وممثل المديرية العامة للأمن الوطني، المشرف على التظاهرة، إلى أن المعرض الذي نظم في باحة مقام الشهيد له بعدٌ ثقافي يتمثل في حماية التراث، وأضاف أن مثل هذه الحملات التحسيسية ستساعد على توعية الجيل الصاعد حول قيمة البيئة وضرورة المحافظة عليها. جاءت هذه التظاهرة تزامنا مع اليوم العالمي للغابات وكذا العطلة الربيعية، مما جعلها تسجل إقبالا منقطع النظير من طرف الأطفال رفقة أوليائهم، لاسيما في الفترة المسائية. وأوضح المتحدث أن مساهمة الأمن الوطني في مثل هذه الحملات ليست الأولى أو الأخيرة من نوعها، فهي تهدف إلى الاقتراب أكثر من المواطنين والوقوف على أهم انشغالاتهم وتساؤلاتهم فيما يخص البيئة، إلى جانب بعث حس ثقافي وقائي للحفاظ على التراث الوطني الذي تزخر به البلاد. وشاركت العديد من الوكالات المختصة في المحافظة على التراث في التظاهرة، على غرار ولاية غرداية، تلمسان وتيزي وزو، حيث تسهر على التسيير الحسن للعمران وتحقيق النظافة داخل المناطق التراثية. كما عرضت مديرية الأمن مطويات ولافتات تشرح فيها مختلف مهامها الأمنية التي تتعلق بأهمية المحافظة على المحيط. وأكد رابح زواوي أن شرطة العمران والمحافظة على البيئة تسهر على التنمية العمرانية وحماية البيئة، إلى جانب تنظيم حملات تحسيسية وتوعوية لفائدة المواطنين، مع معاينة كل المخالفات المتعلقة بالبيئة والعمران ورفع التقارير للسلطات القضائية، مع تطبيق الأحكام التشريعية المتعلقة بها. ومن أهم المخالفات التي تمس البيئة، أحصت شرطة العمران وحماية البيئة أكثر من 20 ألف مخالفة السنة الفارطة، منها 7256 حالة متعلقة بالنفايات، إلى جانب أكثر من 12 ألف حالة في مجال النظافة والصحة العمومية، أما المتعلقة منها بالمياه فتم تسجيل 563 حالة، وفيما يتعلق بالمخالفات التي تمس البيئة تم إحصاء 15 حالة، أهمها الحرائق، خاصة في الفترة الصيفية، إلى جانب 280 حالة اعتداء على المساحات الخضراء، وبالنسبة للمخالفات التي مست السواحل فأحصيت 33 حالة. هذه الأرقام تمثل الحصيلة الوطنية في المناطق الحضرية التي هي من اختصاص الأمن الوطني. وتتم الإجراءات بعد معاينة هذه المخالفات برفع تقارير إلى المصالح القضائية المختصة في الشؤون البيئية، حيث تم تسجيل 7230 تقرير خلال سنة 2013 الماضية. وأوضح المتحدث أن الجزائر تزخر بمناظر خلابة جدا، لذا من الضروري تحسيس المجتمع المدني بالمخاطر التي تهدده مع تسجيل كل المخالفات التي تمس هذا الجانب الجمالي وصد هذه الاعتداءات. ويعد الاهتمام بالفئة الصغرى من المجتمع قفزة نحو الأمام فيما يخص استراتيجية الارتقاء في المجال السياحي، ويعد الطفل سفير الأسرة، بفضله يمكن نقل هذه الثقافة البيئية إلى الأولياء، كما أن غرس حب البيئة في نفوس الأطفال يضمن بقاءها عند الكبر. من جهة أخرى، تم تنصيب حظيرة مرورية لفائدة الأطفال بمحاذاة مقام الشهيد، بغرض تقديم دروس نظرية وتطبيقية في السياقة من طرف أعوان مؤهلين تحت إشراف مؤطرين أكفاء، وتقديم جوائز تشجيعية لفائدة الأطفال المتفوقين في الاختبارات المرورية. للإشارة، انطلقت فعاليات هذه التظاهرة يوم 27 مارس وتدوم إلى غاية 4 أفريل.