أكد مترشح الجبهة الوطنية الجزائرية في رئاسيات 17 أفريل الجاري، موسى تواتي، أمس الاحد، من البليدة، على الاهمية التي يوليها حزبه “لاسترجاع القيمة الإنسانية للمواطن الجزائري”، متسائلا في الوقت ذاته عن “مصير” الأجيال القادمة في ظل نظام “فئوي استحوذ على كل الثروات وصادر الحقوق والحريات”. وفي تجمع جهوي نشطه بدار الثقافة “جيلالي بونعامة” بحي سيدي عبد القادر بمدينة البليدة، اغتنم السيد تواتي فرصة تواجده بهذه المدينة التي وصفها ب«جوهرة المتيجة ليندد بما آلت اليه الاراضي الفلاحية الخصبة بالمنطقة قائلا بأن هذه الاراضي أصبحت “جرداء وتباع في المزاد العلني من أجل اكتساحها بالاسمنت المسلح”. وذكر بالمناسبة أمام الحضور الذي امتلأت بهم القاعة لحساب اليوم ال15 من الحملة الانتخابية بالخيرات التي كانت تدرها المتيجة فيما سبق، مبديا حسرته للاهمال الذي طال الاراضي الفلاحية الخصبة لهذه المنطقة التي “تعمدت الانظمة المتعاقبة إلى إيصالها إلى ما هي عليه في الوقت الراهن” كما قال. واستدل المتحدث قي سياق إبرازه لضرورة أن “ينتفض” الشعب يوم 17 أفريل الجاري ويقول “لا لمن سلبه سيادته وحقوقه وخيراته” بالمثل القائل: “لا خير في أمة تأكل مما لا تنتج وتلبس مما لا تنسج”، داعيا من خلاله المواطنين الى الاعتبار والعبرة. وبمدينة شرشال (تيبازة)، دعا رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية إلى الحفاظ على الثروة السمكية للبلاد حفاظا على مناصب الشغل التي توفرها لسكان المناطق الساحلية. ودعا السيد تواتي في نشاط جواري بالساحة العمومية الأثرية لمدينة شرشال العريقة إلى الاهتمام بما تزخر به السواحل الجزائرية من ثروة سمكية متعددة “والتي توفر مناصب شغل كثيرة لسكان المدن الساحلية”. وبالنظر إلى الامكانات التي تتوفر عليها ولاية شرشال في مجال الصيد البحري، أشار السيد تواتي وهو يجيب أحد الشرشاليين حول تناقص الثروة السمكية بشرشال بأن محطات تحلية مياه البحر “كانت السبب الرئيسي في عزوف مختلف أنواع الاسماك خاصة منها السردين عن الاستقرار في السواحل الجزائرية”. وفسر المتحدث قوله بأن النسبة العالية من الأملاح التي تفرزها محطات التحلية “لا تسمح بعيش الأسماك بالمياه الجزائرية وهو الأمر الذي يجب أن تأخذه بعين الاعتبار السطات المعنية حفاظا على ثروتنا السمكية”. وشدد رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، من جهة أخرى، على “ضرورة اعتماد مخططات عمرانية تراعي خصوصيات كل مدينة في الجزائر خاصة إذا كانت ذات نمط حضاري وأثري”. ودعا السيد تواتي، في هذا السياق، وهو ينوه بما تزخر به مدينة شرشال العريقة باعتبارها إحدى المعالم الاثرية والتاريخية في كل شمال إفريقيا إلى الاهتمام بالمدن الأثرية والحفاظ على نمطها العمراني الاصيل، معتبرا بأنه “من الغير المعقول والممكن أن تبنى مدينة ما بالفوضى وعدم احترام مميزاتها الحضارية والثقافية التي تميزها عن باقي المدن”. وتأسف بالمناسبة ل”عدم وجود” مخططات عمرانية مدروسة تقوم على أساسها مدن “جميلة ومتجانسة” مما تسبب في “تدهور وضع مدننا عموما والاثرية منها على وجه الخصوص”. وببلدية سيدي راشد بولاية تيبازة، دائما استمع السيد تواتي، من جهة أخرى، بأحد المقاهي الشعبية الى انشغالات مواطني هذه البلدية الذين اشتكوا من البطالة ونقص المرافق الضرورية. وخاطب السيد تواتي المواطنين بأن التغيير الذي ينشدونه يجب أن ينبع من إرادتهم التي ينبغي أن تتجسد يوم 17 أفريل الجاري “والتصويت بقوة ضد اولئك الذين سلبوا منهم سيادتهم على أرضهم”. وأكد على أن الشعب الجزائري يعي بأن “لا سلطة إلا سلطته التي يخولها له الدستور وقوانين الجمهورية”، مشيرا في ذات الوقت إلى أن حزبه يدعو بمناسبة هذه الانتخابات الرئاسية إلى “طي صفحة في مسار الدولة الجزائرية وإنهاء الوصاية التي يمارسها البعض على حقوق الجزائريين خاصة الفقراء منهم”.