سيكون الجزائريون، اليوم، مع موعد تاريخي من مواعيد الاستحقاقات الوطنية، لاختيار الرئيس القادم للجزائر بكل ديمقراطية وشفافية، بعد أن اتخذت كافة إجراءات ضمان سير الاقتراع في أحسن الظروف. وقد استدعي في هذا السياق ملاحظون دوليون لملاحظة سير الانتخابات الرئاسية والوقوف على شفافيتها بعد التزام الأطراف المعنية بتنظيمها والسهر على الحياد وتفادي كل ما قد يعيق السير الحسن للعملية الانتخابية. ثم أن الإجراءات الجديدة، خاصة فيما يتعلق بتسليم محاضر الفرز لممثلي المترشحين الستة على كافة المستويات يعد دليلا آخر وضمانا لعدم وقوع أية خروقات من شأنها أن تثير جدلا حول التخوف من التزوير الذي يلوح به البعض في كل مرة قبل بداية الانتخابات. اليوم سيكون الصندوق هو الفصل ومن خلاله يختار الجزائريون رئيسهم القادم بكل حرية وبعيدا عن لغة العنف أو التهديد. ذلك أن الديمقراطية تقتضي الاحتكام لهذا الصندوق الذي هو الوسيلة المثلى للممارسة الديمقراطية. لكن هذه الممارسة الديمقراطية لن تكتمل ولن تتوج بالانتصار إلا إذا قبل غير الفائز بقرار الشعب وتقبل الهزيمة بكل ديمقراطية، لأن مثل هذا السلوك لن ينقص منه شيئا بل يرفع من منزلته في الساحة السياسية ومن شأنه في المجتمع كفاعل سياسي. الذي نتمناه أن يتحول هذا الاستحقاق إلى عرس الجزائر، الفائز فيه والمنهزم سيان مادامت الديمقراطية تنتصر، وتفوز الجزائر بالرهان وترفع التحدي. وبذلك نجنب البلاد انحرافات أو انزلاقات ما يسمى ب« الربيع العربي” ونواصل مسيرة بناء المستقبل وتأمين البلاد من كل المخاطر المحدقة بها إقليميا.