تحيي الأركسترا السيمفونية الوطنية، هذا الخميس، على ركح محيي الدين بشطارزي بالعاصمة، حفلا موسيقيا بلمسة المايسترو الروسي غيراسيم، الذي أبى إلا أن يحضر ويمتع للجمهور الجزائري بروائع تشايكوفيسكي العالمية، رغم أزمة التوتر بين بلده وأوكرانيا، ليعزف للسلام بلغة الموسيقى. كشف مدير الأركسترا السيمفونية الوطنية، عبد القادر بوعزارة، في اتصال مع ”الفجر”، أنّ الحفلين المزمع إقامتهما يومي ال24 وال26 من الشهر الجاري، في المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي وبقاعة العروض بالمسرح الجهوي كاتب ياسين بتيزي وزو، سيقودهما المايسترو الروسي وقائد الأركسترا غيراسيم فورنوكوف، الذي يزور الجزائر لأوّلّ مرّة، رفقة عازفة البيانو الجزائرية المغتربة لويزة حمادي. وقال بوعزارة إنّ الجمهور العاصمي سيكون على موعد مع عرض وصفه ب”الخارق للعادة”، من خلال عزف مقطوعتين عالميتين للموسيقي الشهير إليتش تشايكوفيسكي، تعكسان الثقافة الروسية الغنية بموسيقاها الجميلة التي يشيدها بها الروس، ويجعلونها حاضرة في كل الظروف وحتى في أوضاع متدهورة على المستوى الأمني. وأضاف المتحدث أنها ستكون على مرحلتين أو جزئين، حيث يخصص القسم الأولّ للعزف على آلة البيانو والأركسترا رقم 1 لبيمول، والتي تتكون من ثلاثة مقاطع معروفة هي ”أليغرو غير تروبو ومهيب جدا”، والثانية تحت عنوان ”بسيطة ببطء معتدل”، بينما تحمل الثالثة ”اليغرو فوكو خداع”. وأشار عبد القادر بوعزارة إلى أنّ الجزء الثاني لا يقلّ روعة عن الأولّ، حيث يضم سيمفونية رقم 5 طفيفة، تتكون من أربع معزوفات كلاسيكية عالمية لتشايوفيسكي هي ”خداع الروح”، ”ببطئ معتدل مع عدم وجود ترخيص”، ”الغيرو موديارتو”، والرابعة بعنوان ”معتدلة وسريعة النغمة”. كما أوضح المتحدث أنّ الحفلين اللذين سينشطان بنفس البرنامج بكل من تيزي وزو والعاصمة، يندرجان ضمن النشاطات الفنية والحفلات الخاصة بالسنة الجارية والتي دأبت على إحيائها الأركسترا السيمفونية الوطنية منذ فترة طويلة، قبل وبعد المهرجان السادس للموسيقى الكلاسيكية. حيث أقامت عدّة حفلات بمخلف ولايات الوطن، على غرار العاصمة، بوسعادة، بكسرة، وهران، وغليزان. كما استضافت أبرز العازفين منهم المايسترو الفرنسي توماس دوبيانكو والان أرياس، السوري ميساك باغبو دوريان والأوكراني فولدومير شايكو. الجدير بالذكر أنّ المايسترو الروسي غيراسيم فورنوكوف، ولد بموسكو عام 1960، درس الكمان والبيانو في مدرسة خاصة بمسقط رأسه. وبعد أن أنهى دراسته في الكمان أجرى تكوينا في كونسرفتوار تشايكوفسكي، ومن عام 1981 إلى عام 1990 كان من أوائلّ عازفي الكمان بأركسترا مسرح بولشوي، ليؤسس بعدها عام 1988 أوركسترا غرفة بولشوي، وأشرف عليها حتى سنة 1989، ليتم تعيينه مدير سيمفونية أوركسترا كونسرفاتوار تشايكوفيسكي. كما أدى غيراسيم اوركسرت ديل في عديد الحفلات السيمفونية وكذا تقديمه لأوبرا معاصرة ”دولسينيا ماوريسيو سوتيلو”، شارك في عدّة مهرجانات منها ومهرجان أوركسترا أوبرا تشيبوكساري، مهرجان دي مايوركا ”مارينا اريتا ”، وغيرها. أمّا لويزة حمادي، عازفة البيانو، فقد درست الموسيقى في إسبانيا حيث ترعرعت وهي من أم روسية في المعهد العالي للموسيقى بسرقسطة، ثم تخصصت بمدرسة الموسيقى الملكة صوفيا بمدريد تحت إشراف الأستاذ ديمتري باشكيروف. ونالت عدة جوائز أوروبية منها الجائزة الثالثة للمسابقة للموسيقى لغرفة تيودورو بالو في 2008 والجائزة الخاصة للمسابقة العالمية للبيانو بماريوركا في 2010، وثالث أفضل جائزة للمسابقة العالمية للبيانو ببرشلونة. كما افتكت سنة 2013، جائزة أفضل أداء خلال المسابقة الدولية للبيانو بمدينة إبيزا بجزر الباليار.