تسلمت الوزيرة المنتدبة لدى وزارة السياحة والصناعات التقليدية مكلفة بالصناعة التقليدية، السيدة عائشة طاغابو، مهامها في وزارة حساسة وهامة، ويعول على هذا الوجه النسائي الأسمر الجميل كثيرا للنهوض بواقع الصناعات التقليدية وترقيته، خاصة وأن الوزيرة الشابة تنحدر من منطقة معروفة بثرائها الثقافي، وحرفها التقليدية التي خرجت إلى العالمية بفضل إبداع أنامل المواطن الصحراوي، أو بالأحرى “التارقي” الذي أكد تشبّثة بماضيه وحضارته التي تعود إلى عصور ما قبل التاريخ. وبقدر ما شدت تشكيلة الحكومة الجديدة الأنظار بحكم تجاوزها للنصاب التقليدي المخصص للنساء، بقدر ما جلبت عائشة طاغابو، الأنظار والتعاليق ليس فقط لكونها أصغر وزيرة، بل لكونها أيضا أول تارقية تدخل الحكومة وكلها عزم على رفع تحدي الوزارة، التي أوكلت لها وهي التي فضّلت أن تظهر في أول إطلالة إعلامية لها بعفوية مطلقة وبدون “ماكياج” مفضلة ارتداء “الملحفة”، وهي رمز أناقة وأنوثة المرأة الصحراوية المشبعة بمعاني الوفاء والانتماء. وعينت عائشة طاغابو، ذات ال33 ربيعا وزيرة منتدبة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية مكلفة بالصناعة التقليدية، وتعد عائشة، أصغر وزيرة في الطاقم الحكومي الجديد بعد انتخاب بوتفليقة لعهدة رابعة، وهي من مواليدسبتمبر 1981، بأقصى الجنوب الجزائري بتمنراست، متحصلة على شهادة ليسانس في الترجمة من جامعة الجزائر، ودبلوم في الدراسات العليا في العلوم السياسية والعلاقات العامة. وإن لم يسبق للوزيرة، أن شغلت مهام عالية إلا أنها عملت بمنصب مكلفة بالدراسات في مديرية الإنتاج بالمؤسسة الجزائرية المتخصصة في المواد النفطية سونطراك. وتواجه الوزيرة الشابة تحديات صعبة، وورشات تنتظر التجسيد من شأنها العمل على ترقية وتطوير الصناعات التقليدية في الجزائر، والحفاظ على التراث الشعبي كموروث ثقافي يمثل الهوية الجزائرية، وهو ما شددت عليه الوزيرة، في أول تصريح لها عقب تنصيبها أول أمس، في منصبها حيث أكدت أنها ستبذل قصارى جهدها من أجل النهوض بالقطاع . ويعد تعيين اسم تارقي سابقة في الحكومة الجزائرية منذ الاستقلال، ولعل البحث في عمق الصحراء عن كفاءات لمثل هذه المناصب لم يكن عملا ارتجاليا بقدر ما هو مدروس بدقة على اعتبار أن تاريخ الصناعة التقليدية الجزائرية يرجع في الأساس إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث نجد آثارها في منطقة الهڤار بالجنوب الكبير، حيث كانت الشعوب البدائية تستعمل الأواني المصنوعة من الطين في جميع مجالات الحياة، كما أن مفهوم الفنون التقليدية يتعدى النطاق المحدد، حيث لم تبرز الرموز والأشكال الموجودة في هذا الفن إلى الوجود من العدم، وإنما هي خلاصة الحياة اليومية، حياة الرجل الأول المنقوشة على الطاسيلي، وهو أكبر متحف مفتوح لعصور ما قبل التاريخ، والذي يحفظ للأجيال تاريخه وحضارته في طابع جمالي مميز أسهم في إثراء الصناعة والمنتجات التقليدية التي استلهمت أفكارا ومناظر من عمق التاريخ. ومن شأن قطاع الصناعة التقليدية، أن يدر مداخيل مهمة خصوصا مع تزايد عدد السياح الوافدين إلى الجزائر، والذين يعجبون في كل مرة بالتراث الثقافي والتاريخي المعروض عبر منتجات ساهمت الحضارات والثقافات المتعاقبة على بلادنا في بلورته وإثرائه، كما تفنن إبداع الصانع الجزائري في تطويره حتى أصبح لكل تحفة أو قطعة فنية كيان يعول عليه في إنعاش قطاعات هامة على غرار السياحة والثقافة ومنها الاقتصاد ككل، ومن هنا برزت أهمية الوزارة المكلفة بالصناعات التقليدية وكذا ثقل المهام التي تقع على مسؤولتها الأولى.