فجّر وفاق سطيف، مفاجأة مدوية في مباراته الأولى في دور مجموعات رابطة أبطال إفريقيا مساء السبت، على الملعب الأولمبي في رادس، بفوزه بهدفين لهدف على الترجي الرياضي في عقر داره، ليضع ”نسور الهضاب” نظراءهم التونسيين في حرج كبير أمام أنصارهم. ولم يستغل أصحاب الأرض قرار الاتحاد الافريقي لكرة القدم، السماح لإدارة الترجي قبل ساعات من هذه المباراة بحضور 15 ألف متفرج، حيث لم يستثمر أشبال كرول، الضغط الجماهيري على الزوار، باستقبالهم لهدفين متتاليين في الدقيقتين ال24 وال48 حملا توقيع رشيد ناجي وبلعميري الهادي، مقابل هدف سجله إدريس المحيرصي مطلع الشوط الثاني، ليخرج الفريق التونسي خاسرا في أول معترك حقيقي ضمن المجموعة الأولى التي تضم كذلك ”لصفاقسي” وقاهر الأهلي المصري ”أهلي بنغازي الليبي”.وقدم وفاق سطيف مباراة رجولية بأتم معنى الكلمة على الصعيد الفني والبدني، حيث لعب بروح قتالية منذ الدقيقة الأولى واستهدف الفوز حتى الرمق الأخير من الشوط الثاني، ولولا تألق الحارس المعز بن شريفية، لاستطاع الفوز بأكثر من ثلاثة أهداف. فبعد محاولات هجومية عديدة جاءت الدقيقة ال24 تلقى فيها رشيد ناجي، تمريرة رأسية ممتازة في عمق الدفاع التونسي روضها بخفة حركة ثم صوبها بيسراه في الزاوية الضيقة للمعز بن شريفية، الذي تقدم من مرماه في توقيت خاطئ ليجد الكرة تعانق شباكه.
بلعميري.. على خطى جابو وعملت سرعة لاعبي وفاق سطيف، على إحباط و إجهاض كل محاولات الترجي، حيث عاب على الخصم خططه في التحضير من الخلف بقيادة خليل شمام، وفي الأمام مع العكايشي، ولم تكن للمدرب كرول أية تدخلات واضحة بإصراره على نفس الأسلوب، فكان طبيعيا أن يدفع الثمن بهدف ثانٍ للزوار حمل توقيع الموهبة القادمة في سماء الكرة الجزائرية بلعميري الهادي، الذي تلقى تمريرة داخل منطقة الجزاء أودعها دون عناء المرمى في الدقيقة ال48، ورغم تمكن الترجي من تسجيل هدف التقليص في الدقيقة ال54 عن طريق المحيرصي، بفضل تمريرة نموذجية تحصل عليها من العكايشي داخل منطقة الجزاء، لكن هذا لم يؤثر على معنويات التشكيلة السطايفية التي اقتربت في أكثر من مناسبة من تسجيل هدف ثالث بواسطة الكرات العرضية والركلات الثابتة، بالإضافة للاختراقات المستمرة لصاحب الرقم 25، بلعميري الهادي، الذي خلخل دفاع الترجي بسرعته وخفة حركته الكبيرة ما سبب قلقا دائما لرفاق شمام في المناطق الخلفية، ولولا ضعف دقته في إنهاء الفرص وتألق المعز بن شريفية لكانت نتيجة تاريخية بحق! وكان العكايشي، قد أضاع هدفا محققا على الترجي في الدقائق الثلاث الأخيرة من الوقت بدل الضائع، عندما سدد كرة طائشة من داخل منطقة الجزاء في الدقيقة ال92 ذهبت عالية فوق العارضة رغم موقعه الجيد على الجهة اليسرى داخل المنطقة.
كرول: لم نكن في يومنا وأعرب الهولندي رود كرول ، مدرب الترجي، عن شعوره بالأسف عقب هزيمة فريقه وقال عقب اللقاء: ”فريقي لم يكن في يومه وكان التركيز مفقوداً لدى لاعبي الفريق الذين لم يحسنوا التمركز داخل الملعب”. وأضاف: ”الهدف الأول الذي استقبله الفريق بعثر أوراق الترجي، وأثر على مردود الفريق طوال اللقاء أمام منافس فاجأنا وأحرجنا طوال المباراة”. واعترف كرول، بأن الغاني هاريسون أفول، جناح أيمن الفريق ترك فراغا كبيرا في الترجي
ماضوي: نسور الهضاب تحدوا الصعاب في المقابل، أكد خير الدين ماضوي، مدرب وفاق سطيف، أن فريقه واجه المشاكل وتحدى الصعاب التي عانى منها في الجزائر بفضل عزيمة اللاعبين وروحهم القتالية لتحقيق الفوز لأول مرة على الترجي في عقر داره. وقال في هذا الشأن: ”درسنا الترجي جيدا وهو ما ساعد فريقي على تقديم مباراة بطولية، وكان بإمكاننا الفوز على الترجي بنتيجة عريضة وبنتيجة تاريخية لو استغل اللاعبون كل الفرص التي أتيحت لهم”.وأضاف: ”أنا سعيد جدا بما حققناه في تونس لكن أقول أن المباراة القادمة ضد النادي الصفاقسي ستكون أصعب لأنه يعيش أفضل حالاته”.