بعد الانتشار الواسع لحرفة النجارة وبروز المنافسة القوية في هذا العالم، حاول السيد عبد الله بن هاشم، حرفي بولاية تمنراست، فرض نفسه بالإبداع في صنعته التي أراد من خلالها التميز عن باقي الحرفيين، ونجح في ابتكار نوعه الخاص بعد 22 سنة من الخبرة. أبدع الحرفي في النجارة التقليدية الفنية من خلال صنع أعمال خشبية أعطاها طابعا خاصا وفريدا، رغبة منه في التميز، إذ يقول بأن امتهانه لحرفة النجارة التقليدية الفنية كان في بداية الأمر بدافع اتخاذها مصدر رزق، لتصبح مع مرور السنوات هواية يحبها، يجد فيها الراحة التي كان يبحث عنها في حياته، لاسيما أنه يمارسها بعيدا عن الضوضاء، حيث يعمل الحرفي حاليا في ورشة من أولى ساعات النهار إلى ساعات جد متأخرة من الليل أحيانا، للبحث وتطوير أساليب جديدة، غير التصاميم الكلاسيكية التي اعتدنا رؤيتها، وفي محاولته الحفاظ عليها، أنشأ السيد بن هاشم قسما خاصا في تعليم أساليب هذه المهنة للعديد من الشباب، إذ يقول؛ «الجديد في الحرفة التي أمارسها يتمثل في استعمالي الطلاء الذهبي البخاخ في رسم زخارف متنوعة بعدما أنتهي من نجارة أثاث منزلي معين، وكل العمل الذي أقوم به يدوي، حيث أعتمد على معدات بسيطة، وأستعين بالورق المقوى الذي أقطعه وأثبته فوق السطح الذي أريد دهنه، ليأخذ شكل الزخرفة التي قصصتها». كما يحوز الحرفي على طابع ثان خاص، وهو استعمال الجلود المدبوغة التي يثبتها فوق وعلى جوانب قطع الأثاث التي تعطيها فخامة خاصة. ويواصل محدثنا قائلا: «إن اختياري للنجارة التقليدية الفنية التي تعد من الحرف القديمة، راجع إلى حبي الكبير للتراث وإمكانية تجسيد مختلف المعالم العربية القديمة، لاسيما في نجارة أبواب الطابع القديم، إلى جانب الطاولات والكراسي والخزائن . وأهم الزبائن الذين يقبلون على اقتناء مختلف تصاميمي هم السياح، الفنادق والوكالات السياحية، لاسيما أنني أعتمد على ابتكار الأثاث الكبيرة، يقول السيد بن هاشم الذي كان يستعمل أشجار السدر، لاستغلال خشبها وصنع مختلف الأثاث منها، إلا أنه بعدما منعت الجهات المسؤولة تقطيع هذه الأشجار لحماية الغابات، أصبح الحرفي يستعمل الخشب الأحمر المستورد.