أحيت الجزائر أمس، الذكرى ال58 لليوم الوطني للطالب (19 ماي 1956)، والتي انطلقت فعالياتها الرسمية بولاية باتنة، تحت إشراف وزير المجاهدين السيد الطيب زيتوني، والأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السيد سعيد عبادو، تخليدا للمسيرة النضالية والبطولية المشرفة التي أدّاها الطلبة مساهمة منهم من أجل تحرير الوطن وافتكاك الاستقلال. وعرف تخليد هذه الذكرى التاريخية تنظيم عدة احتفالات وتظاهرات تاريخية ميّزها قراءة رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، من قبل المستشار لدى رئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي، خلال لقاء نظّم إحياء لعيد الطالب بجامعة الحاج لخضر بالولاية. وجاء في رسالة رئيس الجمهورية " إن الجزائر تعبّر عن وفائها باحتفائها بهذه الكرى الخالدة للذاكرة الجماعية التي صنعتها كل الأجيال وكل فئات الشعب، وإننا بهذا الوفاء لرسالة الشهداء الأبرار نترجم - يقول رئيس الجمهورية- مدى تشبث الجزائريين بوطنهم ومدى حرصهم على وحدته وتماسكه ومدى صونهم لكرامته وعزّته". وقام الوفد الرسمي الذي حلّ بباتنة لإحياء الذكرى بالمناسبة بوضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح شهداء الثورة التحريرية، ليتوجّه بعدها الوفد إلى مقبرة بوزوران للترحم على روح المجاهد البطل محمد الطاهر عبيدي المدعو الحاج لخضر "1916-1998". كما قام وزير المجاهدين بهذه المناسبة، بوضع حجر الأساس لبناء مطعم مركزي بالقطب الجامعي الجديد بفسديس يتّسع ل9500 مقعد إلى جانب 500 مقعد بيداغوجي خاص بمعهد العلوم البيطرية و1000 مقعد بيداغوجي للهندسة المعمارية. وأحيت جامعة الجزائر2-بوزريعة ذكرى عيد الطالب بتنظيم ندوة تاريخية تناولت الأبعاد التاريخية لهذه المناسبة، وذلك في اطار النشاطات العلمية والثقافية المبرمجة طوال السنة. وكانت هذه الندوة التي نظمت بقاعة المحاضرات الكبرى بالمكتبة المركزية تحت شعار" الذكرى ال58 ليوم الطالب 19 ماي 1956 / 2014"، فرصة لتحليل وشرح المغزى والعبرة من هذا العيد الذي تحتفل به الأسرة الجامعية، تخليدا لتضحيات الطلبة إبان حرب التحرير من أجل استرجاع السيادة الوطنية. وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، محمد مباركي، في هذا الإطار، أنّ اليوم الوطني للطالب المصادف ل19 ماي يحمل أكثر من دلالة ومغزى، باعتباره اليوم الفصل الذي قرّر فيه الطلبة شنّ إضراب شامل والامتناع عن مزاولة الدراسة من أجل الانضمام إلى صفّ المجاهدين لمحاربة الاستعمار الفرنسي، مثمّنا التضحيات الجسام التي قدّمتها الجامعة الجزائرية ابان الثورة، التي اعتبرها سندا قويا لقيادة جيش وجبهة التحرير الوطني. كما حثّ السيد مباركي، شباب وطلبة اليوم على التحلي بقيم وخصال طلبة 19 ماي 1956، باعتبارهم رجال المستقبل وجيل الغد القادر على تحمّل مسؤولية الدفاع عن المصالح العليا للوطن، ومواصلة مسيرة البناء والتشييد. وأحيت مدينة سوسطارة بالجزائر العاصمة أمس، وبالتحديد بمدرسة ساروي سابقا، اليوم الوطني للطالب بمشاركة قدماء تلاميذ المدرسة التي حولها الجيش الاستعماري إلى مركز للاحتجاز والتعذيب.. وحضر "القدماء" كما يحلو لهم تسمية أنفسهم المعروفون منهم وغير المعروفين لدى الجمهور لكنهم فخورون بأنهم زاولوا دراستهم بهذه المدرسة التي فقدت 147 تلميذا فداء للوطن. وشهدت ولايات شرق وجنوب البلاد أمس، تظاهرات ونشاطات متنوعة بمناسبة إحياء الذكرى. حيث أقيمت بمناسبة إحياء هذا الحدث التاريخي مراسيم ترحم على أرواح الشهداء بمقابر الشهداء بحضور السلطات الولائية وجموع من المجاهدين و الطلبة والمواطنين، حيث تم بها رفع العلم الوطني على أنغام النشيد الوطني ووضع أكاليل من الزهور على النصب التذكارية للشهداء، وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الأبرار. وتميزت الاحتفالات باليوم الوطني للطالب بكل من عنابة وڤالمة والطارف وسوق أهراس وسطيف وورڤلة وإليزي وتمنراست والبيّض وأدرار بتكريم عدد من مجاهدي ثورة التحرير المباركة خلال حفل نظم بنادي المجاهد عبر هذه الولايات. مع تنظيم نشاطات تاريخية وثقافية ورياضية احتفالا بالذكرى. ومن جهة أخرى، دعا حزب جبهة التحرير الوطني، الطلبة بمناسبة إحياء الذكرى الثامنة والخمسين ليوم الطالب إلى المساهمة في صنع مجد الجزائر في ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وجاء في بيان للحزب أن هذا الأخير يحث الأسرة الطلابية "أن تكون في المواقع الأمامية للمساهمة مع غيرها في صنع مجد الجزائر في ظل القيادة الرشيدة لأحد رموز الثورة، المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية ورئيس الحزب".