استقبل الديوان الوطني للثقافة والإعلام أمس بقاعة ”الأطلس”، القافلة الفنية لجمعيات الجالية الجزائرية بأوروبا، والمتضمنة قرابة 50 جمعية ناشطة أغلبها من فرنسا، تسعى كلها إلى ربط المهاجرين بوطنهم الأم من خلال دعم مميز تقدمه الجزائر. استهل اللقاء بعرض فيلم قصير يعرف بالديوان الوطني للثقافة والإعلام ونشاطاته الثقافية والفنية ومهرجاناته الضخمة واهتمامه بالثقافة الجوارية وثقافة الطفل وغيرها، ليتدخّل بعدها السيد سمير شعابنة، نائب عن الجالية بالمجلس الوطني الشعبي، الذي أشار إلى أن الجزائر تستقبل هذه الأيام أبناءها من الجمعيات الثقافية بأرض المهجر، تحمل مهمة ربط الجالية بوطنها وتزور الجزائر في إطار قافلة فنية، حيث سبق لها أن زارتها في الصائفة الماضية حاملة معها شعار ”الوفاء” بدعوة من وزارة المجاهدين، ثم أعادت الزيارة أياما قبل انطلاق موعد الرئاسيات الماضية، لتحط في العديد من مناطق الغرب الجزائري وقابلت مسؤولين سامين في الحكومة قصد المساهمة مستقبلا في جذب الاستثمار وتنبيه رجال الأعمال إلى إمكانيات الجزائر. وخلال هذه الزيارة، زارت القافلة العديد من المدن والقرى بالجزائر في بوسعادة، بسكرة، باتنة، برج بوعريريج وقسنطينة لتحطّ في الأخير بالعاصمة، وجمع أعضاء القافلة العديد من الانطباعات والصور كي تحمل إلى الضفة الأخرى من المتوسط، وأعطيت الكلمة بعدها لرؤساء وأعضاء هذه الجمعيات، أحدهم يمثّل منطقة سانت إتيان بفرنسا، طرح مشكل قلة الإمكانيات ونقص الإعلام، فيما طلب منشطون آخرون بضرورة الاهتمام بتكثيف النشاطات لتمتد إلى خارج الحدود الباريسية، خاصة أثناء إحياء المناسبات الوطنية والدينية وكذا الحرص على تقديم العروض باللغة العربية أو باللهجات المحلية، وهو مطلب المهاجرين كي يعززوها على ألسنة أبنائهم. كما طلب البعض من مؤسسة التلفزيون الجزائري، ضرورة تكثيف البرامج الخاصة بالتراث، خاصة أيام العطل الأسبوعية، ذلك لأنها – حسبهم – تحظى بمشاهدة واسعة وتعتبرها الجالية أحسن ارتباط بالوطن وثقافته الأصيلة، وهنا يذكر أحد المتدخلين مدى ارتباط الجالية بالتلفزيون الجزائري (خاصة كنال ألجيري) لدرجة أن برنامجا دينيا لشهر رمضان حقق شهرة منقطعة النظير عكس برامج أخرى دينية تقدّم هنا وهناك، كذلك الحال مع حصص أخرى. وطرح الحضور أيضا فتور التعاون مع السفارات وملحقاتها الثقافية التي لا تتعاون بما فيه الكفاية مع هذه الجمعيات المعتمدة، خاصة من حيث تنظيم التظاهرات واستقبال الفنانين الوافدين من الجزائر، بالتالي العمل على تعزيز التعاون مستقبلا، ومطالب أخرى طرحت من صحفي جزائري ب«راديو غرونوبل”، حيث حث على إعطاء المزيد من التغطية لمختلف المواضيع التي تخص الجزائر، أما المنشط سعيد من ليون، فاقترح استغلال بعض المباني المهملة والمغلقة وتحويلها إلى ”بيوت الجزائر” أو مراكز لتعليم العربية مثلا. للإشارة، هاجم السيد شعابنة المركز الثقافي بباريس واصفا إياه بالعاجز الذي لا يقدر حتى على تنظيم عرس عائلي، رغم الإمكانيات الضخمة التي وفّرتها الجزائر له، وفي المقابل، دعا الإعلام الجزائري المرئي خاصة إلى فتح ملفات ونقاشات تخصّ الجزائر كي يعرف المهاجر ما يجري في بلده الأم، حتى لا يتكرس الانقطاع وعدم التواصل، وكذا الاهتمام بالمواقع الإلكترونية للمؤسسات الثقافية، منها الديوان الوطني للثقافة والإعلام، حتى تقدم المعلومات في حينها، مما يجعل المهتمين بالحضور لا يتأخرون عن الحضور إلى الجزائر لمتابعة التظاهرات الكبرى. وفي كلمتها الترحيبية، أكّدت السيدة نصيرة عباس ممثلة الديوان، على دعم هذا الأخير للجمعيات ليس فقط في فرنسا، بل في بلدان أخرى سبق أن نشط فيها، منها بلجيكا وسويسرا وغيرهما وسيتم قريبا التنسيق لتنشيط السهرات الرمضانية عبر 30 مدينة فرنسية، وفي هذا المضمون، أشار شعابنة إلى أنّ الديوان يقدّم الكثير للجالية ويجد نفسه أحيانا يؤدي مهام كان من المفترض أن يقوم بها المركز الثقافي الجزائري بباريس المخول قانونا لهذه المهمة، وألح بالمناسبة على الجمعيات الحاضرة، بالتواصل مع الحكومة ومراسلتها لإعلامها بما يواجهها من عقبات، علما أن أعضاء منها وبعض الرسميين كانوا قد لاموا هذه الجمعيات على صمتها وقالوا بالعبارة؛ ”لم يأتنا أحد لنرده”.