عبّر أغلب الممتحنين عن ارتياحهم لمجريات امتحان شهادة البكالوريا في يومه الأول، الذي انطلق أمس وسط أجواء ملؤها العزم والإرادة الممزوجان بالخوف والقلق الذي لم يغب عن وجوه الطلبة، الذين اصطفوا بالعشرات أمام مراكز الامتحان رفقة أوليائهم، وهو ما لاحظناه منذ الصباح الباكر بعدد من المؤسسات بولاية الجزائر، التي أعطيت منها إشارة الانطلاق الرسمية من قبل وزيرة القطاع. وتشير الانطباعات الأولى للمترشحين إلى ارتياح لطبيعة أسئلة المواد التي امتحنوا فيها أمس، وهي اللغة العربية، القانون والشريعة الإسلامية، والتي كانت في متناول الجميع. بقلم أزرق وبطاقة الهوية التحق أمس آلاف الممتحنين بولاية الجزائر بأقسام الإجراء وكلهم حزم وإصرار على تخطّي عتبة البكالوريا، التي تُعد لدى الكثيرين تحديا يجب اجتيازه ولا بد من كسبه. ورغم فرحة هذا اليوم الخاص والاستثنائي لأزيد من 182 49 مترشحا على مستوى العاصمة إلا أن علامات الخوف والقلق بدت واضحة على وجوه الكثير من المترشحين، الذين حاولوا تجاوز هذا الشعور بتشجيع بعضهم البعض والدعاء بأن يكلّل الله تعبهم ومجهوداتهم بالنجاح. ولم تختلف الإجراءات التي أدرجتها وزارة التربية الوطنية في هذه الدورة عن تلك التي تم تطبيقها خلال السنوات الأخيرة لفائدة المترشحين، لا سيما فيما يتعلق بإمكانية الاختيار بين موضوعين اثنين في كل مادة، والاستفادة من نصف ساعة إضافية زيادة على الوقت القانوني المخصص لحل كل موضوع.. وأشار بعض الممتحنين بمركز عروج وخير الدين بربروس وكذا الإدريسي، إلى أن الأسئلة كانت سهلة رغم التخوف الذي رسمه المترشحون من مادتي العربية والشريعة الإسلامية؛ باعتبارهما مادتين للحفظ. وبولايات غرب البلاد انطلقت امتحانات البكالوريا التي تم التحضير لها بعناية كبيرة من طرف مديريات التربية، كما هي الحال بالنسبة لأبرز ولايات الغرب كوهران، التي تَوجه بها 19.691 مترشحا، منهم 4.584 مترشحا حرا إلى أحد مراكز الامتحان ال64 التي تم فتحها لهذا الغرض، من بينهم 11 معوّقا و92 من مدرسة أشبال الأمة و37 من نزلاء مؤسسات إعادة التربية. وبولاية عين تموشنت تقدم لهذا الامتحان 5.094 مترشحا، سُخّر لهم 16 مركزا، فضلا عن 1.365 مؤطرا و118 مراقبا، فيما بلغ عدد المسجلين بولاية سيدي بلعباس 8.874 مترشحا، منهم 108 سجناء و2.512 مرشحا حرا، يتوزعون عبر 36 مركز امتحان. ونفس الأجواء عرفتها ولاية تيسمسيلت التي تقدم بها 6.730 مترشحا، وكذا ولاية تلمسان ب15 ألف مترشح، منهم 51 نزيلا بمؤسسات إعادة التربية وخمسة مكفوفين. كما تم بولاية مستغانم إحصاء 9.531 مترشحا، فيما قُدّر عدد المترشحين بولاية معسكر 9.491 مترشحا، منهم 71 من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، و44 من نزلاء مؤسسات إعادة التربية. وبنفس ملامح الثقة والعزم التحق طلبة ولايات شرق البلاد بمراكز الإجراء بكل من عنابة والطارف وسطيف وجيجل وبرج بوعريريج وقسنطينة، التي تقدم بها 18747 مترشحا، منهم 6413 أحرارا، 124 نزيلا بالمؤسسة العقابية ببوالصوف و2125 مترشحا من مركز التعليم عن بعد، موزَّعين عبر 55 مركز امتحان، ومركز واحد بالمؤسسة العقابية ببوالصوف، يشرف عليهم 4821 مؤطرا و391 ملاحظا، بمعدّل ملاحظين رئيسيين و5 مساعدين في كل مركز إجراء.. وتم بكل الولايات المذكورة تسخير الوسائل اللازمة من طرف مديرية التربية، للتكفل بنقل وإطعام المترشحين، إلى جانب الحراس والمؤطرين. ولايات الجنوب كانت عند الموعد؛ حيث تقدم نحو 76 ألف مترشح لاجتياز اختبارات نيل شهادة البكالوريا التي انطلقت عبر سائر ولايات الجنوب في ظروف عادية، وتوزع على 346 مركز امتحان تم تسخيرها على مستوى ولايات تندوف وبشار والبيّض والنعامة والأغواط وغرداية وأدرار وتمنراست وإيليزي والوادي وورقلة. كما جندت لهم ما يزيد عن 15.840 مؤطرا ما بين أعوان ومراقبين وملاحظين.. وقد جرى تجهيز قاعات إجراء الامتحانات بوسائل تلطيف الجو، مع تسخير طواقم طبية ونفسانية لمرافقة الممتحنين، إلى جانب توفير وسائل النقل ومياه الشرب الباردة والوجبات الغذائية لفائدة التلاميذ بالمناطق النائية. نزلاء المؤسسات العقابية لم يتخلفوا عن الموعد؛ حيث تَقدم 2713 نزيلا من بينهم 62 نزيلة عبر 38 مؤسسة عقابية، تم اختيارها كمراكز رسمية معتمدة من طرف وزارة التربية الوطنية، لامتحان شهادة البكالوريا. وحسب المدير العام لإدارة السجون وإعادة إدماج المحبوسين مختار فليون، الذي أشرف على انطلاق امتحانات البكالوريا بمؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، فإن دورة هذه السنة عرفت "ارتفاعا" في عدد المترشحين، قُدّر ب 600 نزيل، وذلك مقارنة بالسنة الماضية.