اتفق وزراء الطاقة للاتحاد المغاربي أول أمس بالجزائر على تدعيم وتعزيز التعاون الطاقوي بين دول المنطقة وقرروا إنشاء فريق عمل لتطوير التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية والطاقة الشمسية. وأوصى وزراء الطاقة والمعادن لكل من الجزائر والمغرب وتونس وليبيا إضافة إلى ممثل عن الحكومة الموريتانية في ختام أشغال الدورة الثامنة لمجلسهم على ضرورة العمل على إرساء سوق مغاربي مفتوح وتنافسي وكذا التعاون في مجال الطاقات المتجددة والمحافظة على الطاقة واستعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية بالإضافة إلى دعم وتنشيط تبادل المنتجات النفطية بين دول الاتحاد. وانهى الوزراء أول أمس اجتماعهم بإقامة الميثاق بالعاصمة بعد 13 سنة من الجمود، حيث يعود آخر اجتماع إلى سنة 1995، بإصدار العديد من التوصيات اعتبروها ضرورية لتدارك العديد من النقائص في العمل المشترك في مجال الطاقة. وشكل الحضور المميز في هذا الاجتماع رغبة ملحة من جميع الأطراف لتدعيم التعاون بين دول المنطقة حيث شارك وزراء الطاقة لكل من الجزائر السيد شكيب خليل ونظيرته المغربية السيدة أمينة بن خضراء والوزير التونسي السيد عفيف شلبي والليبي السيد عمران ابو كراع إضافة إلى سفير موريتانيا بالجزائر السيد محمد الأمين ولد محمد فال والأمين العام للاتحاد السيد الحبيب بن يحي. واتفق المشاركون على دعم وتقوية الربط الكهربائي بين دول الاتحاد المغاربي والعمل على إزالة العراقيل التي تحول دون ذلك ووضع تصور لإستراتيجية مشتركة للتعاون في مجال تبادل المنتجات النفطية بين دول الاتحاد بالإضافة الى تشجيع الاستثمار البيني في مجال المعادن. وطالب البيان الختامي للاجتماع بوضع تصور لإستراتيجية مشتركة للتعاون في مجال استخدامات الطاقات المتجددة ووضع تصور للتعاون المغاربي في مجال استخدامات الطاقات الشمسية بالإضافة الى إنشاء فريق عمل يتولى وضع تصور للتعاون بين البلدان المغاربية في مجال استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية. وللعمل على تجسيد هذه التوصيات وافق المجلس على برمجة مجموعة من الدراسات والندوات وورشات العمل منها تنظيم ورشة عمل بليبيا حول تطوير الربط الكهربائي وعقد ندوة بالجزائر حول آفاق التعاون المغاربي في مجال الطاقة وعقد ورشة عمل بتونس حول التحكم في الطاقة وورشة عمل أخرى بالمغرب حول الطاقات المتجددة. واقر المجلس عقد دورته المقبلة شهر جوان 2009 بالمغرب. وتقاطعت تصريحات وزراء الطاقة المغاربة حول دعم التعاون في مجال الطاقة الشمسية ولقي اقتراح الوزير التونسي السيد شلبي في هذا الشأن قبولا وترحيبا من جميع الأطراف، وانصبت توصيات الاجتماع في اتجاه تجسيد هذا المقترح. وقال وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل على هامش الاجتماع أن المجلس عبر عن أهمية الطاقات المتجددة واستفادة بلدان المنطقة من هذه الطاقة وتطوير إستراتيجيتها الطاقة وخاصة الشمسية منها. وأوضح أن فريق العمل الذي سيتم إنشاؤه سيدرس كل الإمكانيات التي تتوفر عليها المنطقة لإقامة مشاريع تعود بالفائدة لكل الدول، وأضاف أن فريق العمل الآخر الخاص بتطوير استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية سيتم تشكيله قبل نهاية العام الجاري وسيعمل على تحديد أجندة تنفيذ البرامج. وأكد السيد خليل في كلمته خلال الاجتماع أن التعاون بين البلدان المغاربية سجل "تقدما ملحوظا على المستوى الثنائي في بعض مجالات الاستكشاف وإنتاج النفط وتوزيع المنتجات البترولية واقترح توسيعه وتدعيمه ليصبح تعاونا مغاربيا. وأوضح السيد خليل أن هذا التعاون تمليه الأوضاع السياسية والاقتصادية المحلية والدولية وتستوجبه إمكانيات التعاون المتوفرة لدى جميع دول المنطقة، ودعا إلى وضع تصور طويل المدى لتحقيق هذا الاندماج المغاربي الطاقوي. واعتبر أن شروط التعاون والتكامل بين بلدان المغرب العربي متوفرة وأنه يتعين استغلالها وتوظيفها كي يصبح الاتحاد "تكتلا جهويا بارزا". وجدد في هذا السياق حرص الجزائر على بناء اتحاد مغاربي قوي وقال أن الحكومة الجزائرية تؤكد بهذه المناسبة استعدادها وإرادتها القوية لتدعيم بناء مغرب عربي موحد قائم على أسس اقتصادية متينة من شأنه أن يكون عامل استقرار ورقي لشعوب المنطقة".