دخل أمس أزيد من 2100 عامل من المؤسسة العمومية للنقل الحضري لمدينة الجزائر وضواحيها "إيتوزا" في إضراب مفتوح للمطالبة بتسديد أجورهم المتأخرة منذ أزيد من ستة أشهر بالإضافة إلى مشاكل أخرى، وقد أدى الوضع إلى اضطراب في حركة المرور وتنقل المواطنين أمام عجز حافلات الخواص وسيارات الأجرة عن تغطية التدفق الكبير والمفاجئ للمسافرين. وفي خطوة جدية شرع عمال "إيتوزا" منذ أمس في إضراب مفتوح بعد سلسلة الإعذارات التي وجهها المكتب النقابي للمؤسسة منذ أزيد من ثلاثة أشهر كان آخرها بتاريخ 2 جوان الماضي، حيث منح العمال مهلة ثمانية أيام لمدير المؤسسة والوزارة الوصية لتلبية طلبات العمال المتراكمة منذ سنة 2006 والمتسببة في تدهور أوضاعهم الاجتماعية والمهنية والتي وصفوها ب "الكارثية"، غير أنهم وبعد انقضاء آجال المهلة رفض العمال الدخول في إضراب مراعاة لفترة الامتحانات السنوية. وحسب أمين عام نقابة المؤسسة بوحدة حسيبة بن بوعلي بالعاصمة السيد رابح بوعباش فإن وضعية المؤسسة في تدهور مستمر بسبب غياب الدعم المالي الذي انقطع عن "إيتوزا" منذ سنة 2006 وهو ما أدخل المؤسسة في ديون مع البنوك لتسديد أجور العمال وصيانة حظيرة المؤسسة التي تواجه مشاكل كبيرة بسبب انعدام قطع الغيار الملائمة وكذا اليد العاملة المختصة. ويضيف السيد بوعباش أن المؤسسة وصلت إلى وضعية لم يعد باستطاعتها دفع أجور العمال المتأخرة منذ أزيد من ستة أشهر في الوقت الذي يستفيد فيه عمال القطاعات والفروع الأخرى من قوانين أساسية خاصة بها وزيادات معتبرة في الأجور وفي هذا السياق يلح العمال على تسديد أجورهم القاعدية من دون أي زيادات. وقد بلغت ديون المؤسسة لدى البنوك نحو 20 مليار سنتيم منذ بداية السنة، ينتظر تسديدها بمجرد استلام الدعم المالي المتأخر منذ 2006، علما أن قيمة الدعم بلغت 50 مليار سنتيم سنة 2005 . من جهتهم، عبر عمال وحدة حسيبة بن بوعلي عن قلقهم من الوضعية الحالية للمؤسسة التي تحقق أرباحا كبيرة غير أن انعكاساتها على العمال سلبية حسبهم بسبب سوء التسيير وكثرة "المسؤولين" وعليه طالب العمال بضرورة انشاء لجنة خاصة لمتابعة تسيير المؤسسة التي استفادت مؤخرا من دعم هام من قبل رئيس الجمهورية بالإضافة إلى حل مشكل العمال المتعاقدين منذ أزيد من خمس سنوات دون أن تسوى وضعيتهم المهنية وكذا الخدمات الاجتماعية التي لايستفيد منها العمال لا في المناسبات ولا في الحالات الخاصة.