كثيرة هي العائلات التي تبحث عن شواطئ هادئة قليلة الازدحام وجميلة وهو خيار من الصعب إيجاده لكنه ليس بالمستحيل وإن كنت تملك وسيلة نقل فما عليك إلا التمعن قليلا في جزائرنا الجميلة وبالتحديد بشواطئ شرق العاصمة التي توقف بها زحف الاسمنت لتحتفظ بجمالها العذري والنائم ولعل شاطئ ديكا أحد هذه الأماكن التي ننصحك بزيارتها. على بعد مسافة تفوق الأربعين كيلومترا شرق العاصمة تلوح لك بلدية عين طاية بشواطئها الاربعة ومساحاتها العذراء وحدائقها التي زينت وجه المدينة ومحلات تجارية تتنافس في تزيين واجهاتها وبعرض مايوهات وتبابين السباحة (شورت) وطوافات عائمة للأطفال مشكلة ديكورا صيفيا لايزيدك إلا حماسة في دخول البحر ومعانقة مياهه. ولعل أهم ما يميز شواطئ عين طاية هو التنظيم الجيد والاهتمام المتزايد بنظافة الشواطئ والمراقبة الدورية لبائعي المأكولات حفاظا على صحة المصطاف وتجنبا للتسممات الغذائية التي شنت بخصوصها السلطات المحلية للبلدية حملات مكثفة. وقد ساهم الاستثمار في شواطئ البلدية، والذي فتح لشباب المنطقة المختص، في اعطاء بعد سياحي للاصطياف بشواطئ عين طاية ولعل سمير لفون احد الوكلاء والمتعاملين السياحيين الذين نجحوا في تغيير مفهوم الاصطياف بشاطئ ديكا ليحوله الى موسم للسياحة. شباب طموح يستثمر في تسيير الشواطئ وقد تمكن الشاب سمير من جلب اهتمام العديد من العائلات الباحثة عن الهدوء وخاصة "الحرمة" من خلال تخصيص أماكن خاصة بها بعيدا عن غرور الشباب واستعراض العضلات الذي غالبا ما يتسبب في نشوب مشادات كلامية او جسدية تفسد اجواء الفرجة والاستمتاع. وقد أهلت الخبرة التي يتمتع بها سمير في مجال التسيير والخدمات الى كسب ثقة مسؤولي المجلس الشعبي البلدي لبلدية عين طاية وعلى رأسهم رئيس البلدية السيد رقاص عبد القادر الذي فضل فتح مناقصة ومزاد علني وفق دفتر شروط ووثائق تؤهل اصحاب الاختصاص للفوز برخصة التسيير. أزيد من 2000 سيارة وآلاف المصطافين منذ مطلع الشهر الجاري يتوافد على شاطئ ديكا أو "ديكا بلاج" عشرات الآلاف من المصطافين يوميا وقد جند لهم ازيد من 50 عونا اختلفت مهامهم بين الحراسة والنظافة وفق أفواج تتقاسم الليل والنهار على اعتبار أن الاصطياف على شاطئ ديكا يمتد الى ساعات متأخرة من اللل ضمن سهرات وقعدات مبرمجة. وحسب السيد لفقون سمير مسير الشاطئ، فقد تم تسجيل رقم قياسي بحظيرة السيارات بتوافد ازيد من 2000 سيارة خاصة نهاية الاسبوع وبين 1000 و1500 سيارة خلال ايام الاسبوع ومن المتوقع ان يتضاعف العدد خلال شهر اوت. ويضيف نفس المتحدث ان توفر المرافق الضرورية من مراحيض وحمامات زاد من اقبال المصطافين بالاضافة الى حاويات القمامة التي تحول دون تناثر القمامة هنا وهناك في ظل التجند التام لأعوان النظافة المقدر عددهم ب35 عونا. قعدات ليلية وخيمات صحراوية بمجرد أن وطئت أقدامنا شاطئ "ديكا" حتى لفت انتباهنا تواجد خيمة صحراوية جلبت إليها فضول المصطافين وخاصة الأطفال منهم الذين اكتشفوا نمط عيش أهل الصحراء وكرمهم، حيث شكلت سينية الشاي الصحراوي محور القعدات التي جمعت سكان الشمال بالجنوب ومازاد من حيوية المكان تنظيم مسؤولي البلدية لقعدات وسهرات ليلية من تنشيط شباب هاوٍ وتستمر السهرات الي ساعات متأخرة من الليل... ولولا غياب الامكانيات لفضلت العائلات المبيت بالمكان. وما يميز سهرات شاطئ "ديكا" هو إقبال العائلات على السباحة ليلا بحثا عن البرودة وهروبا من ضوضاء وسخونة النهار، حيث يكثر الزحام وتكثر المشاكل التي يثيرها الشباب المندفع وغالبا ما تكون هذه العائلات من أبناء المنطقة التي تفضل ترك الشاطئ للوافدين من خارج البلدية نهارا وأخد نصيبهم من الاستجمام ليلا حسب بعض المواطنين. وللمعوقين حركيا نصيب من الإهتمام حيث خصص مسير الشاطئ ممرا ومساحات خاصة بالاشخاص ذوي الاحتياجات والمعوقين حركيا وهي المبادرة التي تكفلت بها البلدية والتي تضاف الى سلسلة الجهود التي سبقت الموسم والمتمثلة خصوصا في تخصيص ازيد من ثمانية ملايين دينار لتهيئة احياء البلدية وشواطئها. الدرك للتأمين وجيزي للفليكسي قد لا تنطبق المقولة الشعبية »عوم وعس حوايجك على شاطئ ديكا« لأنك وبمجرد ان تدخل المنعرج المؤدي الى الشاطئ حتى تستقبلك أفواج الدرك الوطني المنتشرة في كل مكان وهو ما يشعرك بالراحة والإطمئنان ولعل تغلغلهم اكثر بين خيم ومظلات المصطافين يريحك اكثر حتى انك قد تترك أغراضك دون خوف أو تردد. كذلك الحال بالنسبة لأعوان »جيزي« الذين يجوبون جنبات الشاطئ بحثا عن الفليكسي الذي يعرف طلبا متزايدا خاصة ان الأعوان لا يطلبون عمولة ال10 دج التي يطالب بها أصحاب المحلات.