شعوب منطقة شمال افريقية تحب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين تسميهم بالأشراف، والشرف اكتسبوه من قربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله، فالشرف هنا شرف النسب والانتماء الى النبي، وتحترم ذرية النبي صلى الله عليه وآله احتراما له، هذه الذرية التي اختصت بالعلم ونشر الإسلام وإصلاح ذات بينهم، ولهذا اكتسب الأشراف في المغرب العربي درجة عالية من الاحترام، احترام أنهم علماء يعملون بالعلم وينشرون الرسالة المنوطة بهم، واحترام أنهم من العترة النبوية الشريفة التي أوصى بها صلى الله عليه وسلم خيرا، أوصى المسلمين بحب عترته وودهم هذا هو المقابل الذي يرجوه منهم نظير هدايته لهم للطريق القويم. الشمال الافريقي أوى أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فرارهم من العباسيين وهم سليمان وإدريس رضي الله عنهما. فانتشرت ذريتهما في بلاد المغرب الإسلامي وأخذت حيزا كبيرا في المغرب الأوسط كون أن الزراهنة أخوال الأدارسة لأن والدة ادريس الأصغر هي السيدة الفاضلة كنزة ابنة عبد الحميد الزرهوني وبعض المصادر تقول أن زوجة ادريس الأصغر هي الحُسنى ابنة سليمان عم إدريس الأكبر... ولهذا نجد الأشراف يتوزعون على القطر الجزائري وأن معظم الأعلام ورجالات العلم والشخصيات الوطنية الكبيرة التي لها باعها التاريخي هي تنتسب لهذه الشجرة المباركة والتي أحبها الناس وأعطوها ثقتهم، ولهذا نجد أكثر الشعوب محبة لرسول الله وآله دون مبالغة في هذا الحب أو التهويل له أو اخراجه عن حدوده اللائقة به هم شعوب المغرب الإسلامي فمحبة رسول الله عليه وسلم وآله ظهرت في ثقافتنا الشعبية وفي أسمائنا وبطولاتنا فليس هناك من بطل كبير وعظيم، وهو نموذج للبطولة العظيمة إلا علي بن أبي طالب عليه رضوان الله ابن عم رسول الله وصهره، فعلي نجده في الملحمات الشعبية حامي حمى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقاهر أعداء الاسلام وقد ذهبت أساطيرونا الشعبية الى الاعتقاد بأن سيفه وحصانه منزلين من السماء وتقولوا عن لسانه الأقاويل كقولهم أنه قال "السيف مهدي، والعود مهدي والكفار غير جهدي" بل ذهبت أساطيرنا الشعبية لتبدع له قصصا من وحي خيالها كمحاربة الجن وأيضا أنه لم يدفن في الأرض ورفع للسماء لأنه أوجع الأرض بحد سيفه فتوعدته فرفعه الله، وهناك أساطير أخرى تروي لنا أنه لم يجد من يبارزه لأنه أكبر بطل يمشي بقدمين على الأرض فشاء القدر أن يقول له أن هناك من هو أقوى منك فساقه الى قبر عنترة العبسي وإذا بالأرض تهتز وعنترة يصيح من داخل قبره قائلا: "هاتولي عودي الأشقر وسيفي الابتر ودعوني لعلي يحاول أن يكفر". وتقول أيضا أساطيرنا عندما تذكر فتح تونس من قبل عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما وتروي عنه شعرا يقول فيه: "والله ما نخلي تونس رومية وما نرجع حتى يبقى فيها الآذان ايجي بن الوليد فكاك الحصلة ويجوا أرباعت حيدرة وتشوف الفرسان" ويقول شاعر آخر يصف في معركة وقعت ابان ثورة نوفمبر يقول: "وينك يا حيدار جمجام الكفرة" هكذا كان يتواجد الرسول وآله بيننا، وهكذا كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه نموذج البطل المثالي، بل نجد أن معظم الطرق الصوفية الموجودة ينتمي شيوخها الى هذه الدوحة، كالقادرية والتيجانية وحتى الزوايا فإن شيوخها من آل البيت عليهم السلام، وإذا كان الأمير عبد القادر حسني هاشمي فكذلك البطل بوبغلة ولالة فاطمة نسومر والكثير من الأبطال والشهداء لأن محبة الرسول كانت موجودة بيننا ومجسدة في آل بيته عليه وعليهم الصلاة والسلام.