تحتضن مدينة أفلو بالأغواط منذ أمس، فعاليات الملتقى الوطني حول "دور الزوايا في المحافظة على مقومات الشخصية الجزائرية"، الذي نظمته جمعية "القرطاس الطلابية". وبالمناسبة ألقى عضو المجلس الإسلامي الأعلى وشيخ زاوية الهامل الشيخ المأمون القاسمي الحسني، محاضرة بعنوان "رسالة الزوايا ومساهمتها في العمل الإسلامي المنشود"، ركز فيها على الجانب المثالي للزاوية من حيث عنايتها بالتربية الروحية وما لذلك من أثر على بناء الشخصية المتزنة للفرد. وأوضح المتدخل بالمناسبة أن عمل الزوايا لم يقتصر على الجانب التربوي فحسب بل تعداه إلى الجهاد والنضال، الأمر الذي جعلها ترتبط ارتباطا وثيقا بتاريخ الجزائر الثقافي والديني والوطني . كما ذكر الشيخ المأمون القاسمي الحسني بالدور الحاسم الذي لعبته الزاوية في حماية الشعب الجزائري من مخاطر التنصير والتغريب وتحصين الأجيال من الانسلاخ والذوبان في ثقافة وعقيدة الآخر "باعتبارها معقلا فكريا تخرج منه الدعاة والفقهاء والعلماء"، وأشار في سياق متصل إلى أنه بالرغم من الضغوطات الممارسة على الزاوية والعوامل المناوئة لها، التي حاولت تشويه صورتها والتشكيك في مقاصدها فإنها بقيت تحتل مكانة متميزة في نفوس الناس باحتكامهم إليها والاستجابة لدعواتها وكذا الالتزام بتوجيهاتها. للإشارة يشارك في هذا الملتقى الثاني من نوعه الذي تنظمه جمعية "القرطاس الطلابية" على مدار ثلاثة أيام مجموعة من الأئمة ومشايخ ومقاديم الزوايا وأساتذة وباحثين بعدد من جامعات الوطن، ويتناول اللقاء نشأة الزوايا في الجزائر وبعض الأدوار التي تضطلع بها ومنها دورها في المحافظة على مقومات الشخصية الجزائرية وأهم الاحتياجات والتحديات التي تواجهها الزوايا وكذا النشاط الذي تقوم بها الزوايا في بعض المجالات الاجتماعية والدينية.