يشكل موضوع ''دور العلوم الإسلامية في إرساء الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة'' محور الملتقى الوطني الذي انطلقت أشغاله أمس بجامعة الأغواط بمشاركة نخبة من الأساتذة والمختصين وعدد من مشائخ الزوايا. ويهدف هذا الملتقى الذي تشرف على تنظيمه المديرية العامة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالتنسيق مع جامعة الأغواط -حسب المنظمين- إلى مناقشة الدور المحوري للعلوم الإسلامية في بناء الهوية الوطنية واستقراء أهم التحديات التي تواجهها. كما يرمي الملتقى أيضا - وفق نفس المصدر- إلى محاولة إيجاد منهجية فاعلة لتيسير تعليمية العلوم الإسلامية في فروعها المختلفة من أجل النجاعة والحصانة وتحضير آفاق المرجعية الدينية التي تستند عليها الناشئة. وسيناقش المشاركون في هذا اللقاء وعلى مدار يومين عدة محاور تسلط الضوء على الموضوع الرئيسي من زوايا معينة منها ''دور العلوم الإسلامية في معالجة الابتلاء بالجمود'' و''التخلف والخطاب الإسلامي'' و''دور التصوف في إرساء الهوية وعلاقة هذه الأخيرة بالثقافة''. وستشهد أشغال الملتقى وفضلا عن تدخلات الأساتذة والمختصين نقاشا داخل ورشات العمل والتي ستتمحور هي الأخرى حول ''فلسفة التربية في ظل العولمة'' و''الهوية الإسلامية والعولمة'' و''دور البنوك الإسلامية في إرساء الهوية العربية الإسلامية'' و''سبل التصدي للأزمات الراهنة'' وغيرها من المواضيع ذات الصلة. وتميز جانب من أشغال هذا اللقاء بتقديم عدة مداخلات ومن بينها مساهمة الأستاذ محمد المأمون القاسمي الحسني وشيخ زاوية الهامل في مداخلة بعنوان ''من أجل تأكيد وتحقيق الذات'' التي دعا فيها على الخصوص إلى ضرورة ''حماية المجتمعات من التصورات الرامية إلى قلب سلم القيم الأخلاقية باسم الإبداع الفني والإعلامي وحرية التعبير وغيرها من الشعارات المسمومة''. ويرى المتدخل ''أن إحداث التغيير الصحيح والارتقاء يقتضي التصالح مع الذات وتأسيس المساعي الهادفة من خلال إيجاد أرضية صلبة ترتكز في مضمونها على القيم الدينية والوطنية المثلى وهو ما يتوفر في الروح الإسلامية الغراء''. ومن جهته أشار الدكتور عبد الرزاق قسوم من جامعة الجزائر في مداخلته ''إلى وجود أزمة هوية في الجزائر'' وأن حلها ''يتطلب اتباع المنهج المطلوب على مستوى الخطاب سواء كان إعلاميا أو مسجديا أو مدرسيا'' بالإضافة إلى ''إيلاء الأهمية القصوى لإصلاح هذا الوضع وتقريب الإنسان من رموزه ومنتسباته الأصلية''. وتتواصل أشغال هذا الملتقى بإلقاء عدة محاضرات ومنها ''منطلقات فكرية وخواطر منهجية حول تعليمية العلوم الإسلامية'' و''العلوم الإسلامية من التأصيل إلى التوصيل'' و''الفكر الاستشراقي والحضارة الإسلامية: قراءة في الخلفيات والأبعاد''. يذكر أن الملتقى الوطني حول ''دور العلوم الإسلامية في إرساء الهوية ومواجهة التحديات المعاصرة'' الذي تحتضنه جامعة عمار ثليجي بالأغواط يأتي في سياق التحضير لإنشاء المركز الوطني للبحث في العلوم والحضارة الإسلامية. ويشهد هذا اللقاء مشاركة عدد من الوجوه الفكرية والدعوية في الجزائر من بينهم الدكتور محمد العربي ولد خليفة رئيس المجلس الأعلى للغة العربية والشيخ أبو عبد السلام والأستاذ محمد الهادي الحسني والأستاذ محمد بن بريكة والدكتور أبو القاسم سعد الله. ( وأج)