أسهمت آلية تأجير المحميات السهبية التي تعمل على تجسيدها المحافظة السامية لتطوير السهوب بالبيض بشكل كبير في استقرار الموالين و البدو الرحل على مستوى مواطنهم الأصلية حسبما ذكره مسؤول المحافظة بالبيض. و يتم سنويا كراء ثمانية آلاف هكتار من المحميات السهبية كمعدل تم تسجيله خلال السنوات الست الأخيرة غير أن ذات المساحة هي قابلة للتوسع مقارنة مع ما تقترحه المحافظة السامية لتطوير السهوب من مساحات سهبية إضافية تفوق مائتي آلف هكتار سنويا توضع تحت تصرف الجماعات المحلية لكرائها و استغلالها لفائدة شريحة البدو الرحل المتواجدة عبر إقليمها حسبما أضافه نفس المسؤول. و أكد مسؤول المحافظة بالبيض السيد موسى أحمد أن تخصيص هذه المساحات الهامة من المحميات السهبية جاء بعد نجاح مشاريع الاستصلاح التي قامت بها المحافظة خلال السنوات الماضية والتي استطاعت بفضل تجربة المحميات السهبية إعادة الغطاء النباتي للعديد من الأقاليم الصحراوية التي تحولت إلى مناطق سهبية يتجدد بها الغطاء النباتي بصفة آلية سنويا وهو ما شجع على توجيه عدد من المساحات منها لتأجيرها لفائدة الموالين ومربي الماشية . و تتم عملية الكراء خلال موسمي الفترة الربيعية حيث تفتح هذه الفضاءات أمام مربي الماشية بهدف كرائها الأمر الذي يثنيهم عن التنقل إلى المناطق التلية بحثا عن الكلأ والسهوب الخصبة وأيضا خلال الفترة الخريفية التي غالبا ما تكون سهوب المناطق التلية خالية من العشب إيذانا بقدوم موسم الحرث والبذر حسبما أشار إليه نفس المصدر. و تشير دراسة خاصة بالمصالح التقنية للمحافظة السامية لتطوير السهوب أن عملية تنقل البدو الرحل باتت تنحصر في إقليم معين متمركز بالأساس عبر مختلف الأقاليم السهبية المؤجرة لصالح المربين بالرغم من تسجيل بعض من حالات الرعي العشوائي واقتحام بعض من المحميات في أوقات سابقة غير أن مختلف العمليات التحسيسية التي قامت بها المحافظة أثمرت بنتائج إيجابية وأضحت عملية استغلال المحميات السهبية تتم وفق آلية منظمة عبر المساحات المخصصة لذات الشأن. من جهته أضح مسؤول الغرفة الفلاحية بالبيض أن عملية تأجير المحميات السهبية تشكل دعامة أساسية لشريحة البدو الرحل بالولاية الذين أنهكتهم مواسم الجفاف خلال السنوات السابقة. و أضحت هذه المساحات تشكل الخيار الأفضل لهذه الشريحة في ظل ارتفاع أسعار المواد العلفية وهو الأمر الذي جعل من المحميات السهبية التي توفرها المحافظة السامية لتطوير السهوب بالوصفة الإيجابية حفاظا على استقرار ذات الفئة وأيضا لضمان استمرارية نشاط الرعي وتربية الأغنام الذي يعد النشاط الرئيسي بولاية البيض.