فرضا اذا اتفقنا مع نظرية التطور لتشارلز داروين فإن القرود التي كانت في العصور الأولى صارت بشرا سويا، لكن الخلل في هذه النظرية تنقضه القرود الإعلامية عندنا التي ترفض التحول إلى بشر، و إذا ما سايرنا الحراك فإن الملاحظ العادي يمكنه بسهولة ملاحظة أن كل شيء يتحول و يواكب التغييرات، فقط الإعلام و اناسه يفضلون البقاء قرودا و يرفضون التطور إلى بشر يمشون في الأرض و لا يقدمون العروض في السرك على أكثر من حبل. بالأمس القريب كان مدراء قنوات يقدمون صنوف الولاء و الطاعة لمن كانوا يرونهم الأجدر بالطاعة حسب اعتقادهم(القردي)، اليوم يلعبون الدور نفسه في ملعب آخر بنفس الأسلوب و على نفس الحبال، لا موقف و لا رجولة و لا أنفة فقط الكثير من (الطحين و القردية) و في هذا الفلك سار رهط من الصحفيين دون أن يحمر لهم خد من أرشيفهم في اليوتيوب و الفايسبوك الذي جعلهم عرضة للسخرية و التهكم بين أطفال وشباب مواقع التواصل الاجتماعي، فبين ليلة وضحاها كان يمكن للقرد ان يتحرر ويتطور و يصير بشرا سويا لكنه أبى إلا أن يتحول من قرد الشمبانزي إلى قرد الرباح، متراجعا درجة إلى الخلف في التطور بما ان الأول اذكى من الثاني. أزمة الإعلام عندنا عميقة و خطيرة لا لسبب إلا أن القرود فيه ترفض التطور، و المسؤولين عنه يهمهم ما يجنونه من مال ابتزاز رجال مال بلا اعمال و ما يجنونه من سرقة صحفييهم في القنوات أكثر ممَ يهمهم مصير وطن و مستقبل شعب و من اعاجيب عالم القرود في عالم الإعلام ان ترى النعمة بادية على مالك القناة و ترى علامات الهوان في وجه صحفي رغم مساحيق التجميل في الشاشة بسبب انتظاره لأجرة شهر منذ شهور، لهذا يبقى القرد قرد و لو لبس الحرير و الذهب.