تتعرض الغابات والمساحات الخضراء كل صائفة الى خطر الحرائق التي تأتي على المحاصيل والغطاء النباتي في الجزائر حيث التهمت النيران مئات الهكتارات في عدد من ولايات الوطن ومنها بجاية التي نشبت بها الحرائق في 21 موقعا أهلكت 250 هكتار،منها خمسة لا تزال مشتعلة مثلما يوضح عبد القادر قاسم مسؤول بمديرية الغابات بولاية بجاية. وكانت وزارة الداخلية والجماعات المحلية قد قامت شهر جويلية المنصرم بتنصيب 22 رتلا متنقلا لمكافحة الحرائق التابع للحماية المدنية، في مسعى لدعم الإمكانات المادية والبشرية قصد التقليل من الحوادث المختلفة للحرائق على المستوى الوطني، بالتنسيق مع محافظة الغابات من أجل تقليل الأخطار التي تحدق بالغطاء النباتي لمختلف المناطق الغابية والجبلية. وتراهن السلطات على عمل توعوي وتحسيسي للمواطنين خاصة منهم الذين يقطنون بالمناطق الجبلية أو بالقرب من المناطق الغابية، سيما بعد التهام النيران 88.92 هكتار من الأدغال و74.81 هكتار من الصنوبر الحلبي و2.60 هكتار من البلوط الفليني. من جهة اخرى استقبلت مصالح الاستعجالات لولاية وهران، خلال اليومين الماضيين أزيد من 250 حالة تتعلق باضطرابات تنفسية، نتيجة موجة الحرارة غير المعهودة التي تشهدها المنطقة منذ يومين، والمصحوبة بنسبة رطوبة عالية تجاوزت ال 85 في المئة. و أشارت مصادر طبية إلى أن معظم الحالات التي استقبلتها المصالح الاستشفائية لأشخاص يعانون من الرّبو ولكبار في السن أصرّوا على الصيام، رغم تدهور حالتهم الصحيّة. هذا، وتسبب هذا الحرّ الشديد في اندلاع حرائق مهولة في عدّة ولايات غربية، على غرار ولاية تيسمسيلت، أين عجزت مصالح الحماية المدنية لليوم الرابع على التوالي في إخماد حريق أتى على عدد كبير من المستثمرات الفلاحية بباب البكوش، بوقائد، لرجام وعين الأربعاء، ناهيك عن مساحات غابية هامة وباتت النيران تهدّد سكان هذه المناطق، أين فاقت درجة الحرارة 47 في ظل هذه الظروف. ورغم الاستعانة بوحدات الحماية المدنية من عين الدفلى والشلف، إلا أنه لم يتم إخماد النيران، لطبيعة هذه المنطقة ذات التضاريس الوعرة من جهة ولبساطة الوسائل المستعملة، من جهة أخرى، ما يرجح احتمال انتقال النيران إلى ولاية غليزان. كما أدت درجة الحرارة التي فاقت 45 في معسكر، إلى نشوب حريق بغابة بلدية بوحنيفية متلفة 50 هكتارا من أشجار الصنوبر الحلبي. وفي بيان لها، أفادت مصالح الأرصاد الجوية أن هذه الحرارة تستمر إلى غاية الأربعاء المقبل، ما يوجب اتخاذ الإجراءات الضرورية، سيّما ونحن في شهر الصيام. وفي ولاية تلمسان، نشب حريق ضخم في عين فزة وأولاد حسناء ببلدية عين الكبيرة، أين أتت النيران على أكثر من 100 هكتار، من المستثمرات الفلاحية، مخلفة خسائر تقدّر بمئات الملايين لمربي النّحل والدّواجن، ولم يتم إخماد النيران إلا بعد ساعات طويلة من التدخل من جهة اخري فتحت مصالح الدرك الوطني بالبليدة، تحقيقات بخصوص نشوب ثلاث حرائق غابية، أتت على الثّروة الغابية في كل من بلديات الشريعة بوينان، حيث ما تزال التحقيقات متواصلة لتحديد أسباب هذه الحرائق.