صدرت عن المكتبة الوطنية الجزائرية في سنة 2005م وقد احتوت 18 عنوانا شعريا ...بل 18 مصباحا سحريا...لكل قصيدة سحر ينير أرجاء المكان حين تتفحصها ، هذه القصائد تنتمي لجنس قصائد التفعيلة ...هذه القصائد نجدها كقطع السندس المتناثرة هنا وهناك في بهاء وألق ...منتقاة ، مأخوذة من رياض مخملية غناء صاغتها رؤى شعرية بارعة ، وكأن بجمال بن عمار ينثر أزهار بوحه بأرض الخلود ، فيمسك بكل أسرار الحرف ، وهو يشدو على أيك القصيدة الحديثة كبلبل صداح بأريحية عالية حيث قدم لها الشاعر الكبير ( ادريس بوذيبة) قائلا : "إن ديوان الحافة هو وثيقة هامة في مسار الحركة الشعرية الجزائرية المعاصرة ". هذا التقديم الدقيق الواعى للأستاذ بوذيبة قد لامس من خلاله القاموس اللغوي للشاعر (جمال بن عمار)الخارج عن المألوف والموغل في مسميات الحياة المختلفة ...حيث نجد قصائده تتوزع متدفقة متوهجة منثورة على بساط الحالة التي هي طقس متفرد يحيلنا إليه الشاعر ...فيدعونا إلى التوغل بكل قوة وتمعن في سياقات عوالمه الجميلة المبهرة التي تترك عند القارئ انطباعا مكثفا للصورة الشعرية واللغة المتدفقة والهادفة فنجد بصمة الشاعر جمال بن عمار الجلية والواضحة في نصوصه الشعرية المنتقاة كأيقونات النور وشقائق النعمان. إن نصوص (جمال بن عمار )الشعرية التي كتبها في سنوات التسعينيات من القرن المنصرم هي بمثابة " الحاسة الجديدة"هكذا وصفها القاص (جمال فوغالي) وقد كتبت الشاعرة والإعلامية سلوى مسعي في جريدة ( آخر ساعة ) في الصفحة الثقافية ،في إشارة منها لأهمية ديوان الحافة أنها صنفت من بين عشر الدواوين الأولى على مستوى المغرب العربي. وقال في حقها الشاعر الحداثي سف الملوك سكتة " إن الحافة لجمال بن عمار لها من القوة الكافية لتفرض نفسها في ساحة الكتابة الجزائرية والعربية" وحين تتأمل في نصوص "الحافة" نجد بعض القصائد التي تعد علامة واضحة في بصمة جمال بن عمار البديعة والجديدة في طرحها ، وكأن الحياة الشعرية تحيا بين جوانحه كاملة ، وكأنه البعث الجديد في سماء قصيدة التفعيلة .حيث نجد قصيدة " أصوات التي رتبها في آخر صفحات الديوان بمثابة النصوص الصوفية ليس بمعنى الحلول الذي عند الصوفية و لكنها أسرار الباطن التي تتجسد في صورة الكائن الذي خلقه الله بكل جماليات الخالق ، فنجد قصائد " الثورة ، عودة الحلم ....."أيضا التي جاءت صورها الشعرية الساحرة والآسرة ، مؤسطرة من "الاسطورة" للمكان والزمان كقصائد :" الحافة ، الغيسان ، انبثاق، حدود الحلم .....إلخ " هي نصوص شعرية تتمتع بفرادتها في القول وهذا من خلال تواجدها عبر الصفحات الادبية الجزائرية في سنوات التسعينيات العصيبة . وفي الأخير نقول حقا أن ديوان الحافة (لجمال بن عمار) وثيقة هامة في مسار الكتابة الشعرية في الجزائر كما عبر بحق عنها الأستاذ (إدريس بوذيبة- يقول في قصيدة " الحافة " هل يبثّ سنابل كفّه في الاجتذاب البسيط ،، يتدلى ّ فريدا على كفّتين ... يحنّ إلى الفرح المتواصل فيه ، ومندمجا في الرؤى هل هنا ... قذفة في اتجاهه كي يفهم المرحلة ؟ هل هنا ... فكرة الأنظمة ، للتواريخ .. هل يذكر الشر بالشر ، ثم يحدّ على خدّه الأغنية ،، بعض ما يرتضيه التمام ، ولا شيء يعطي السند ... غير شمس تطل ّ ، على شرفة البهو والفقراء عالم لفراغ الفراغ