عالجت ،أول أمس، محكمة بئر مراد رايس، قضية تعرض موظف بشركة "تويوتا" للسرقة والنصب والاحتيال المتبوع بالضرب والجرح العمدي بواسطة أسلحة بيضاء من قبل أربعة رعايا أفارقة، أوهمه اثنين منهم أنهما دبلوماسيين بالسفارة المالية المعتمدة بالجزائر وعرضا عليه بيعه سيارتين، ليسلباه مبلغ 150 مليون سنتيم. وتعود وقائع هذه القضية إلى تاريخ 21 أوت الماضي، حين تقدم الضحية المدعو (ق.ب) وهو تقني بشركة " تويوتا" إلى فرقة الشرطة القضائية لأمن المقاطعة الإدارية لبوزريعة، لغرض إيداع شكوى ضد مجموعة أفارقة من مختلف الجنسيات، إثر تعرضه من طرفهم للنصب والاحتيال والسرقة المتبوع بالضرب والجرح العمدي بواسطة أسلحة بيضاء محظورة متمثلة في سكاكين. وفي معرض شكواه، أكد الضحية أنه بمطلع نفس الشهر تعرف على أحد الرعايا الأفارقة بمنطقة دالي إبراهيم يدعى (ك.ي)، حيث قام بتوصيله على متن سيارته إلى السحاولة، أين تبادلا أطراف الحديث فيما بينهما وكذا أرقام هواتفهما النقالة، حيث ربط الضحية علاقة صداقة مع الرعية الإفريقي الذي كان يقدم له الهدايا من حين لآخر، وبعد مرور حوالي أسبوع ضرب له موعدا لملاقاته على مستوى دالي إبراهيم، وبمجرد توجهه إلى هناك طلب منه مرافقته إلى نواحي باب الزوار وهناك التقى بصديقين له هما الآخران رعايا أفارقة حيث قام أحدهما بإخراج له ورقتين بيضاويتين بحجم الأوراق النقدية ووضع وسطهما ورقة نقدية لفئة 1000 دج بعدما قام بوضعهما بداخل كيس بلاستيكي به محلول شفاف اللون وقام بإخراج الأوراق الثلاثة أين تفاجأ الضحية بتحويلها جميعا إلى أوراق نقدية ومن ثمة عرضوا عليه التعامل معهما على أن يقدم له مبلغ مالي مسبق فطلب منهما أن يمهلاه مدة زمنية للتفكير، مضيفا أنه في اليوم الموالي تلقى مكالمة هاتفية من طرف الشخص الذي عرض عليه الصفقة وطلب منه ملاقاته بشوفالي وبمجرد قيامه بذلك قام بتسليم له مغلف أسود عليه شريط لاصق على أساس أنه يحوي مبلغ 1000.000 دج وطلب منه أن لا يقوم بفتحه إلى غاية مرور 24 ساعة حتى يلتقي به من جديد بنفس المكان، وهناك يقوم بفتحه مقابل تسليمه مبلغ مالي قدرهُ 8 آلاف دج، لكنه لم يلتقي به في الوقت المحدد وطلب منه من جديد التريث ليومين آخرين شرط أن يقدم له مبلغ 4 آلاف دج أخرى وليس المبلغ المتفق علي، مؤكدا له أنه كلما زادت المدة الزمنية ازدادت معها قيمة المبالغ المالية المتواجدة بداخل الكيس وتضاعفت إلى أن تصير قيمتها 3.000.000,00 دج . وبتوجه الضحية إلى الموعد المتفق عليه مع الرعية الإفريقي وذلك على مستوى شوفالي ولأنه لم يجلب معه المبلغ المالي المتفق عليه عرض عليه الرعية الإفريقي بيعه سيارتين من طراز "شوفرولي سال" أولى سنة سيرها 2011، استفاد منها رفقة صديق له من السفارة المالية كونهما يعملان بها كدبلوماسيين. وقال الضحية أنه وبوصوله إلى محاذاة حي سيدي مرزوق ببن عكنون تفاجأ بالشخصين اللذين التقى بهما في باب الزوار لينزل المدعو (ك.ي) من سيارة من طراز "شوفرولي سال" بيضاء اللون وألح على الضحية للصعود فيها وأمام إصراره على الرفض قام ومن معه بالاعتداء عليه بالضرب بواسطة سكاكين وخطف منه المبلغ المالي ثم لاذ بالفرار إلى وجهة غير معلومة. ومن خلال التحريات الأمنية تم تحديد محل إقامة الرعية الإفريقي المشتبه فيه الكائن بنواحي السحاولة حيث تم القبض عليه إلى جانب اثنين آخرين وامرأة، و خلال جلسة المحاكمة أنكرت المتهمة علاقتها بالقضية، مؤكدة أنها من جنسية نيجيرية وقدمت إلى الجزائر قبل ثلاثة أشهر في إطار اللجوء السياسي، كما فنّد المتهمون إلى جانبها تهم تكوين جمعية أشرار لغرض النصب والاحتيال والسرقة المتبوع بالضرب والجرح العمدي بواسطة أسلحة بيضاء محظورة متمثلة في سكاكين. في حين طالب دفاع الضحية الذي تأسس كطرف مدني، إلزام المتهمين بأن يدفع له مبلغ مليون و500 ألف دج محل نصب إلى جانب 200 ألف دج كتعويض للضرر اللاحق بموكلها، و في ضوء المعطيات المقدمة أمام هيئة المحكمة التمس ممثل الحق العام تسليط عقوبة العامين حبسا نافذا و100 ألف دج غرامة نافذة و يبقى الفصل في القضية إلى جلسة الأسبوع القادم.