ارتفعت أسعار القمح إلى أعلى مستوى لها منذ 2008، في ظل المخاوف المتصاعدة من حدوث نقص عالمي في الإمدادات، حيث تسبب التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا في منع كييف من تسليم أكثر من 25 في المائة من صادرات المحصول. وأفادت وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس بأن أسعار القمح في سبيلها إلى تسجل ارتفاع قياسي 40 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ بدء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا وقيام الولاياتالمتحدة وأوروبا بفرض عقوبات شاملة على موسكو. وأدت الحرب إلى إغلاق موانئ التصدير الرئيسة في أوكرانيا، وتعطيل الخدمات اللوجستية ووسائل النقل. كما تهدد الاشتباكات المستمرة بين القوات الروسية والأوكرانية زراعة المحاصيل خلال الأشهر المقبلة. كما توقفت تجارة القمح مع روسيا إلى حد كبير، حيث يجد المشترون صعوبة في التغلب على العقوبات الغربية المعقدة التي فرضها الغرب على موسكو، ورفضهم دفع تكاليف مرتفعة مقابل عمليات التأمين والشحن. وتعد روسياوأوكرانيا كذلك من الموردين الرئيسين للذرة والشعير وزيت دوار الشمس. وقد ارتفعت أسعار الذرة إلى أعلى مستوى لها منذ 2012، في حين سجلت أسعار زيت فول الصويا وزيت النخيل مستويات قياسية. وأشارت "بلومبيرج" إلى أن الصين، وهي أكبر مستورد في العالم للذرة وفول الصويا والقمح، تتجه إلى تأمين إمداداتها الأساسية عبر الأسواق العالمية، ما يدفع الأسعار إلى الارتفاع. وقفرت أسعار العقود الآجلة للقمح إلى أقصى حد لها في بورصة شيكاغو أمس، حيث ارتفع سعر الأردب من 6.6 في المائة إلى 12.09 في المائة. وتشير التوقعات إلى أن أسعار القمح ستسجل مزيدا من الارتفاع، ما يزيد الضغوط على التضخم في أسعار المواد الغذائية، ويعمق معضلة محافظي البنوك المركزية بشأن مدى رفع أسعار الفائدة، في وقت تضر فيه الحرب والعقوبات النمو، وتلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي لفترة طويلة مقبلة. الوسوم أسعار القمح