أكد رئيس فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا المجاهد عمر بوداود بالجزائر العاصمة أن أحداث 17 أكتوبر 1961 ساهمت في الإسراع في مباشرة مفاوضات ايفيان ولعبت دورا هاما في استقلال الجزائر. وأوضح بوداود في ندوة نشطها بمنتدى يومية المجاهد ان مظاهرات 17 أكتوبر لم تكن "وليدة الصدفة "بل جاءت نتيجة عدة عوامل منها الضغط الذي مارسته فرنسا على الجزائريين من خلال فرض حظر التجوال ليلا مما دفع بمناضلي جبهة التحرير بفرنسا إلى عقد اجتماع أفضى إلى تقرير الدخول في مظاهرات بعد الحصول على موافقة الحكومة المؤقتة. و قد سارع اثر ذلك الجزائريون المقيمون بالمهجر أطفال نساء و شيوخ ورجال إلى المشاركة في المظاهرات التي دامت ثلاثة أيام حيث خصص اليوم الثاني لمظاهرات النساء الجزائريات اللواتي طالبن باطلاق سراح أزواجهن من السجون. وحسب بوداود أدت هذه "المظاهرات السلمية إلى مقتل 600 جزائري منهم من تم رميه بنهر السين بباريس و منهم من تم شنقه في غابة السين بينما أفادت الصحافة الفرنسية الصادرة آنذاك مقتل شخصين و جرح 3 أشخاص آخرين". وساهمت هذه المظاهرات وفق تصريح المجاهد بوداود في "الإسراع في الدخول في مفاوضات ايفيان وابطال مخطط ديغول لتقسيم جبهة التحرير الوطني في الداخل و الخارج". و في هذا الإطار كشف رئيس فدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا أن ديغول ارسل له أحد منسقيه للحديث عن الإستقلال مدرجا شرط وقف اطلاق النار بفرنسا الشيئ الذي اعتبره بوداود " مجرد محاولة للمساومة عن مطلب الإستقلال الذي يعود إلى 1830 و تقسيم الجبهة". وأشار بوداود إلى أن "الجنرال ديغول تيقن على اثر ذلك من أن استقلال الجزائر يتطلب الجلوس على طاولة المفاوضات". وفي حديثه عن دور الفدرالية قال المجاهد بوداود أن الشهيد عبان رمضان أكد له ذات يوم ان " الاستقلال وشيك وأكيد ولكنه لن يتحقق إلا عندما تسيل الدماء في الإليزي" في إشارة منه إلى ضرورة نقل الثورة إلى الأراضي الفرنسية. و نوه بوداود بالدور الهام والدعم الذي قدمه أصدقاء الثورة الجزائرية من الاوربيين وفي مقدمهم الفرنسيين والألمان والسويسريين والبلجيكيين والروس والصينيين. كما لعبت شبكات المثقفين الديموقراطيين دورا لا يستهان به في مجال الدعم المالي و اللوجستي وايواء الجزائريين أهمها شبكة جونسون و كوريان ورابتيس. من جانبه أكد المجاهد محمد مشاط على الدور الذي لعبه اصدقاء الثورة الجزائرية من بينهم ألبير كارديرون و جون كوربون اللذان كانا "يعملان في الكنيسة تحصلا بعد الإستقلال على الجنسية الجزائرية". و بالمناسبة تم تكريم المجاهد عمر بوداود من طرف جريدة المجاهد وجمعية مشعل الشهيد كما تم بالحصن 23 بالجزائر العاصمة اقامة نصب تذكاري مخلد لاصدقاء الثورة الجزائرية و تم وضع اكليل من الزهور.