تعد التظاهرة الثقافية "السبيبا" التي يحتف بها كل سنة بمنطقة الطاسيلي ازجر من المقومات الثقافية و الحضارية للشخصية الوطنية حيث تبرز فعالياتها ما تزخر به هذه المنطقة من الوطن من زخم حضاري وتارخي ومن عادات وتقاليد عريقة. وفي هذا الصدد، أشار مدير الحماية القانونية للممتلكات الثقافية و تثمين التراث الثقافي بوزارة الثقافة بمناسبة انطلاق هذه التظاهرة يوم الجمعة الماضي بمدينة جانت (ايليزي) أن الاحتفال ب"عيد "السبيبا" يعد فرصة لتجديد العهد مع "منطقة عزيزة على قلوب الشعب الجزائري لما تكتنزه من زخم تاريخي و تراثي كبيرين". وقال السيد بتروني "ان 'السبيبا' أصبحت تذكرنا بكل ما هو مهم وجامع لكل عناصر الأمة من خلال الثقافة الشعبية التي تعد "سبيبا" جزءا لا يتجزأ منها". كما نوه نفس المسؤول ب"المجهودات المعتبرة التي تبذلها الدولة" من أجل الحفاظ على التراث الوطني الذي طبع علاقة وطيدة مع الذاكرة الوطنية وكذا ترقية التراث و"الحفاظ عليه من خلال مختلف المهرجانات والأعياد السنوية التي تشرف على تنظيمها وزارة الثقافة". وشهدت مختلف شوارع "عروس الصحراء" مدينة جانت أجواء بهيجة صنعتها مختلف الفرق الفلكلورية والمسرحية على غرار فرق "تهمات"لإهرير و "أمجر" و"اللاغ" الفولكلورية و"تادميت" للمسرح وغيرها والتي صنعت لوحة فسيفسائية تحمل في طياتها ثقافة الطاسيلي آزجر الضاربة في عمق التاريخ. وقد تجاوب الجمهور الحاضر مع فعاليات انطلاق هذه التظاهرة بكل متعة خاصة السياح الأجانب الذين توافدوا إلى مدينة جانت خصيصا لمشاهدة هذا الحدث التقليدي. وبلغت الإحتفالات بعيد "سبيبا" أو ما يسمى ب"تيللين" ذروتها أمس السبت حيث تتزامن ذلك مع احياء عيد " عاشوراء". وشهد يوم أمس السبت تنافسا لفرقتي قصر "الميهان" وقصر "زلواز" في معركة ثقافية محضة يطلق علية معركة دون دم ويبرز فيها الفريقان كل ما هو جميل من لباس ورقص و حركات وأشعار وقصائد في المدح والهجاء.