أكد الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج بلقاسم ساحلي أن زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند للجزائر و اتفاقية الصداقة الممضاة بين رئيسي البلدين تمخض عنها تشكيل لجنة عمل لإعادة النظر في ملف ضحايا التجارب النووية و تعويضهم و التكفل بهم إضافة إلى تشكيل مجموعات عمل و تنسيق حول المفقودين و التسوية القانونية للمقيمين غير الشرعيين. و أضاف ساحلي لدى نزوله ضيفا على برنامج "حوار الساعة " للتلفزيون الجزائري،أول أمس، أن هناك آلية تعامل للتكفل بشكل جدي من جهة بالضحايا و ذوي الحقوق و كذا حول مسألة تطهير المناطق التي أصابتها التجارب النووية. و أردف قائلا انه ما يهم الجانبين هو تكوين مجموعة عمل متعلقة بتسهيل المعلومات حول المفقودين أي جثث المفقودين أثناء الحرب التحريرية المباركة ، و ملفات أخرى متعلقة بمواصلة التفاوض حول الديون العالقة لفائدة المستشفيات الفرنسية على مؤسسات الضمان الاجتماعي الجزائري ، و هناك التزام سياسي لحل هذه القضية . و أوضح الوزير المكلف بالجالية الجزائرية بالخارج أن التعليمة الأخيرة لوزير الداخلية الفرنسي تمنح الطرق القانونية لتسوية وضعية بعض الجزائريين المقيمين في فرنسا بطريقة غير شرعية . و قال ذات المتحدث ان الوضع الجزائري الحالي يسمح لها كي تلعب دورا متقدما على المستويين الإقليمي و الدولي بفضل استقرارها السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي مبرزا التفاف المجتمع الدولي حول المقاربة و الرؤية الجزائرية لحل الأزمة في الساحل و المالي و التي نادت بالحل السياسي و انتهاج الحوار. و ثمن في ذات الصدد تقارب وجهات النظر الجزائرية و الفرنسية بخصوص مسائل سياسية، و بخصوص إعلان تصريح الصداقة و التعاون بين الجزائر و فرنسا و الذي تم توقيعه من طرف رئيسي الجزائر و فرنسا فقد ثمن ساحلي كل ما جاء بمحتواه و لاسيما فيما يتعلق بإصرار الجزائر و فرنسا على فتح ورقة جديدة في تاريخهما و تطوير شراكة "مثالية " و "طموحة" مبنية على أساس المساواة و الاحترام المتبادل و التوازن في المصالح و التضامن. و في ذات السياق اعتبر الوزير ان تصريح الصداقة و التعاون بين البلدين "أهم" نتيجة أسفرت عن زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر و لاسيما كما يقولانه ينص على "تشجيع الحوار السياسي العالي المستوى" و تكوين لجنة بين حكومتي البلدين في هذا الصدد لعقد أول اجتماع لها في غضون 2013، أما عن المحور الإنساني الذي تضمنه هذا التصريح قال ساحلي ان الجزائر لديها جالية قوية بفرنسا تتقن اللغة الفرنسية و تساهم في التنمية المحلية و ان فرنسا تدرك ذلك تماما مشيدا باتفاقية 1968 المنعقدة بين البلدين و التي تمنح مزايا كبيرة للجالية الجزائريةبفرنسا . و بخصوص المحاور المتعلقة بالثقافة و التربية الذي جاء بها التصريح و التي وصفها الوزير بالايجابية أعلن ساحلي عن إبرام اتفاق إطار بين البلدين لتفعيل العلاقات الثنائية في المجال التربوي مع وجود التزام فرنسي لدعم 20معهدا للتعليم العالي و التكنولوجي . و في ذات الشأن أعلن عن وجود التزام متبادل للبلدين لتسهيل نشاطات المؤسسات ذات الطابع التربوي و الثقافي على مستوى كلا البلدين مبرزا ان المؤسستين الوحيدتين للجزائر بفرنسا و هما المركز الثقافي الجزائري و المدرسة الدولية بباريس ستتحصلان على إطار قانوني يسمح لهما بالعمل في ظروف أحسن و التكفل بانشغالات التربوية و الثقافية لأبناء الجالية مع تأسيس مدارس فرنسية بالجزائر العاصمة ووهران و عنابة بالمقابل. أما بخصوص تنقل الأشخاص قال ساحلي ان هناك التزام قوي للرئيس الفرنسي لتسهيل و تحسين ظروف طلب التأشيرات و تقليص فترة دراسة الملفات للجزائريين و أعلن عن وضع حيز التطبيق لمجموعة عمل لدراسة مشاكل الأبناء المولودين من الزواج المختلط في حالة طلاق الطرفين.