تساءلت النقابة الوطنية للاسلاك المشتركة و العمال المهنيين عن امكانية تجاوز الإصلاح التربوي الجديد المبلور في الميثاق الوطني للتربية والوطنية كل الأسباب و العراقيل التي تعتمل في الجسد التربوي تاريخيا بالإضافة إلى تحديات الحاضر و المستقبل الأكثر تعقيدا رغم الطابع الشبه الايجابي للميثاق كنص و اكدت نقابة الاسلاك المشتركة في بيان لها انه لا إصلاح و لا تقدم للمنظومة التربوية دون أن يشمل هذا الإصلاح باقي المنظومات المجتمعية الأخرى " وفق مبادئ الديمقراطية الشاملة والمواطنة الحقة وليس ديمقراطية و وطنية الشعارات الديماغوجية التي لا تصلح سوى للاستهلاك السياسي الرخيص " كما اشار بيان النقابة الموقع من طرف رئيسها سيد علي بحاري أن أغلب العمال و المتتبعين في الشأن التربوي لازالوا يتكلمون عن أزمة التربية على كل المستويات فيما يشم البعض " رائحة الفشل في الإصلاح الجديد و هو لم يبدأ بعد " مضيفا ما يدل على ان تاريخ الإصلاح في الجزائر، هو تاريخ إصلاحات بامتياز، ما يكاد يظهر إصلاح حتى يعلن فشله ليظهر إصلاح آخر، وما يثير الانتباه حسب ذات البيان هو عدد الإصلاحات المتتالية والفترات الزمنية "القياسية" التي تفصل بين إصلاح وإصلاح آخر متسائلة " هل الدينامكية الكبيرة والسريعة هي التي تجعل تاريخ التربية في الجزائر تاريخ فاشل، أم أن الأمر يتعلق فقط بخصوصيات بنيوية ووظيفية وقد تكون ستاتيكية" و ترى نقابة بحاري انه من الأجدر والأصلح إصلاح المنظومة التعليمية وليس المنظومة التربوية باعتبار كل شيئ مبني على العلم في اشارة الى الممارسات الخطيرة التي يمارسها التلاميذ بسلوكات غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية السمحاء، التي من خلالها أصبحوا في وضعية خطيرة جدا يرمز إليهم حسب النقابة بالوضع الشاذ، التي توجد عليه المؤسسات التربوية التي هي الآن في حالة "إماتة فعلية لأنها لا تتوفر فيها أدنى شروط الاطمئنان والسكينة والأمن العام، وهي كلها عناصر لا يغامر أحد من فئة الطاقم الإداري أو التعليمي بفتح نقاش مستقبلي في مثل أهمية وحساسية الموضوع" تقول النقابة و اكدت نقابة الاسلاك المشتركة ان دهنيات الأولياء المتنافرة على المعلمين و الأساتذة والإداريين والعمال بصفة عامة ساهمت في تمزيق المدرسة مستنكرة في الوقت ذاته تحميلهم سبب فشل أبنائهم الذين يأتون لا للتعلم " وإنما لتهديم وتخريب المنشآت القاعدية وما فيها من وسائل ومعدات التي دفعت الدولة أموالا طائلة من أجل العلم والتعلم، لا من أجل التسيب والإهمال والتعدي الجسدي الصارخ الذي ليس له مبررا، مهما كانت وتكون هذه المبررات" كما تساءلت نقابة بحاري عن موقف فدرالية أولياء التلاميذ أو جمعية أولياء التلاميذ التي اكدت ان ليس لها أثر في أرض الواقع عندما يتعلق الأمر باستدعاء أولياء التلاميذ لمناقشة ما يهم المدرسة وأبنائهم التائهين و" المنغمسين في أوحال الممارسات الدنيئة بالإهمال والضياع " في حين تقيم الدنيا و لا تقعدها عندما تقوم تنظيمات نقابية باحتجاجات من أجل تحسين وضعيتها المادية والمهنية.