أجاب وزير الشؤون الدينية أول أمس خلال لقاء له بالعاصمة حين سؤل عن تصريحات سابقة لوزيرة الثقافة التي قالت ان الصلاة عبودية وهانة للانسان، بأن الوزيرة تابت، و بدورنا ننتظر أن يتوب مدير وزارة الشؤون الدينية أيضا الذي قبض عليه متلبسا بتلقي رشوة بالأورو وليس بالدينار، وإجابة الوزير تدل على أن معاليه كانت له قناعة سابقة بأن الوزيرة كانت كافرة، المشكلة ليس في كفر الوزيرة من عدمه، ولا أنا ولا الوزير ولا أطفال ورجال الفايسبوك من يكفر المخلوقة أو يدخلها الإسلام، لأن مشكلتنا أعمق من تكفير خليدة أو إدخالها الإسلام، لأن أصل المشكلة في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الحاد الناس او إيمانهم، ففي الهند حكم أغلب شعبها " الملحد" و " المشرك" رئيس مسلم، وفي بلدان أخرى نسميها نحن "بلاد الكفر" المواطن فيها مشكلته أنه لا توجد لديه مشكلة والحكومة فيها مشكلتها أنها لا تجد ما تعالجه من مشاكل بعدما تم القضاء عليها، وعندنا نغض الطرف عن نهب سونطراك، وسرقة أعضاء الناس في المستشفيات، وسرقة أموال الزكاة ورشوة مدير الشؤون الدينية بالعاصمة في وزارة معالي وزير الأرندي الذي يشرف على الأديان في الجزائر ويعطي مفتاح التوبة لخليدة لانها مجرد زميلة ولم تعد من حزب سعدي "الزنديق" ، مشكلة البلاد كلها في غياب عدالة في وزارة الثقافة، وغيابها في وزارة قطاع الشؤون الدينية التي يتم القبض على موظفيها متلبسين بالرشوة، وغيابها في المؤسسات كلها، لذا كفر خليدة أو توبتها لا يعني شيئا في قطاع غرس الرداءة وكرس البروقراطية، وربما لو اهتمت السيدة الوزيرة التي صارت في السنوات الأخيرة تعرف أضرحة الأولياء الصالحين وتشعل لهم شمعة بالثقافة ككل كامل لا يتجزأ لصفق لها الناس وطالبوا ببقاءها حتى لو أعلنت كفرها، وفي وزارة شؤون "الأديان" حتى لو أخرج وزيرها يده خضراء من الجنة فإن الناس ستطالب بعزله ببساطة لأن الحجيج في عهدته يموتون كالنمل، وتسرق الزكاة في قطاعه، ويتم القبض على موظفيه متلبسين بالرشوة وبالعملة الصعبة، لذا المشكلة ليست مشكلة كفر او إيمان ولكنها مشكلة عدل غائب، وهنا يمكن أن نعرف لماذا تنتصر الدول الكافرة على الدلو المسلمة، ببساطة لأن في بلاد الكفر يوجد عدل وعندنا "خلي البير بغطاه"