اقترضنا مليار دولار من بنك جدة لإعداد دراسة حول الأوقاف قلل وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أمس، من ظاهرة الرشوة في قطاعه، واعتبرها ''شاذة'' لا يمكن أن يقاس عليها، معتبرا بأن ''فضيحة'' تعاطي مديره الولائي بالعاصمة الرشوة لا تعني أنه مدان، وهو بريء إلى غاية أن تثبت إدانته، وهو ليس معصوما من الخطأ. خرج الوزير في الندوة الصحفية التي نشطها بمقر جريدة ''المجاهد'' بالعاصمة، التي خصصت حول موضوع الأوقاف، ليجيب عن أسئلة الصحفيين قائلا: ''من حقكم أن تسألوا في أي مجال''، وذلك على غير عادته، وأجاب بوعبد الله غلام الله عن سؤال ل''الخبر'' بخصوص إمكانية إطلاق حملة مشابهة ل''سنة الوقف'' لمحاربة الفساد المستشري في كل القطاعات بما فيها قطاع الشؤون الدينية، على أن تحمل اسم ''سنة محاربة الرشوة والفساد''، قائلا ''لا يمكننا أن نطلق سنة لمحاربة الرشوة، فهل بعد انقضائها ستكون الرشوة حلالا''؟ وأضاف ''الرشوة نتحدث عنها يوميا في المساجد''. وبخصوص الفضيحة التي هزت قطاعه، بعد القبض على مديره الولائي بالعاصمة، القادم من ولاية عنابة في آخر حركة تغيير، متلبسا بتعاطي الرشوة، أشار الوزير إلى أن ''الأمر لا يعني أنه مدان، بل هو بريء''، قبل أن يضيف ''حتى تثبت إدانته، وهو ليس معصوما من الخطأ''. واعتبر الوزير بأن حالات الرشوة ''شاذة'' في قطاعه، ولا يجب التهويل بعد حادثة مدير الشؤون الدينية والأوقاف بالعاصمة، التي أكد حدوثها وأنها قيد التحقيق القضائي والعدالة هي الوحيدة القادرة على ''إحقاق الحق''. أما عن تورطه شخصيا في فضائح فساد بأموال الزكاة، أجاب غلام الله ''أثبتوا ذلك إن فعلت ذلك فعلا، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته''. ونفى غلام الله أن تكون لإقالة مستشاره الإعلامي عدة فلاحي من منصبه، علاقة بأي ضغوط مورست من السفارة السعودية بالجزائر بعد إثارته لملف السلفية في الجزائر. وأجاب: ''المستشار الإعلامي صديقي بل أكثر من ذلك تربطني علاقة قرابة به، بحكم أننا من نفس المنطقة، ولكنه تخطى حدوده، وصار يتكلم باسمي كوزير، ويروج لقرارات ومواقف أنا لم أتبنها ولم أصدرها أصلا''. وتابع ''لا السفارة السعودية تضغط علينا لإقالة أو توظيف أحدا، ولا حتى غيرها من السفارات''. وعن مسجد كتشاوة، الذي لا يزال مغلقا في وجه المصلين، بسبب أنه مهدد بخطر الانهيار، ومطالبة وزارة الثقافة بأن تشرف هي على ترميمه، نبّه الوزير إلى أنه تحصل من رئيس الجمهورية على الضوء الأخضر لترميم المساجد القديمة، وسيتم بالاتفاق مع شركة أجنبية متخصصة تعمل في الجزائر على ترميمه كليا، وليس الاكتفاء بحماية صومعته فقط. وكشف المسؤول الأول عن القطاع بأن القرض البنكي الذي تم الاستفادة منه من البنك الإسلامي في جدة بقيمة 2,1 مليار دولار من أجل إعداد دراسات لتحديد الأوقاف في الجزائر وخارجها، تم تسديده. كما أنه تم تحديد ثلاثة آلاف هكتار من الأراضي الوقفية في كل من الجزائر العاصمة وتيبازة وبومرداس في انتظار تسوية وضعيتها، مضيفا ''لا يمكننا استرجاع كل الأملاك الوقفية فحتى مقر جريدة ''المجاهد'' مشيد فوق أرض وقفية ونفس الشيء بالنسبة لوزارة الدفاع وقصر الشعب''.
الأمن يداهم مكتب مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر تنقلت، أمس، مصالح الأمن، إلى مقر مديرية الشؤون الدينية والأوقاف للعاصمة، وفتشّت مكتب المدير. كما طلب أعوان الأمن وعددهم ثلاثة، ملف مسير المسجد الكبير لكونه معتمدا يمثل مديرية الشؤون الدينية لبلدية القصبة، بغرض استكمال التحقيق. وقال مصدر ''الخبر''، إنّ أعوان الأمن يمثلون الأمن الحضري ال14 لحسين داي ودائرة الأمن والاستعلام، وقاموا بتوقيف مدير الشؤون الدينية للعاصمة بناء على شكوى تقدّم بها المدعو ''ر.ش'' وهو في الأصل مؤذن، لدى وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي، الذي أمر مصالح الأمن بالتحقيق في القضية. وكانت ''الخبر'' قد نشرت في عدد، أمس، أن مصالح الأمن بالعاصمة قد ألقت، مساء أول أمس، القبض على مدير الشؤون الدينية لولاية الجزائر متلبسا بتعاطي الرشوة، بالقرب من مقر المديرية برويسو، حيث كان على متن سيارة سياحية. وذكرت مصادر عليمة أن المعني طلب رشوة من مسيّر المسجد الكبير بالعاصمة، فقام هذا الأخير بإعلام المصالح الأمنية المعنية، التي أوقعت بمدير الشؤون الدينية في الفخ وبحوزته ست أوراق نقدية من فئة 100 أورو و15 ورقة من فئة 50 أورو، علما أن المعني كان بصدد السفر، أمس، إلى العاصمة القطرية، الدوحة، للمشاركة في منتدى حوار الأديان. الجزائر: ب. سهيل تحديد تكلفة الحج الشهر القادم أفاد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعد الله غلام الله، أمس، بأنه لم يتم بعد البت في ملف الحج للموسم القادم، مضيفا بأن ''مجلس الوزراء سيجتمع خلال الأسبوع الأول من الشهر القادم لتحديد التكلفة النهائية''. مضيفا بأن ''الغلاء الذي تشهده الفنادق في المملكة العربية السعودية سيزيد من متاعب الحكومة ككل سنة، لكن سيتم دعم التكلفة بشكل جزئي كما جرت العادة''.