تناغمت الكلمة الشعرية العذبة وألعاب الفنتازيا في فعاليات العكاظية الوطنية للشعر الشعبي في نسختها الرابعة التي أسدل عليها الستار ببلدية أمخادمة بولاية بسكرة، حسبما لوحظ. وارتسم في هذا الحدث الثقافي تزاوج بين القراءات الشعرية المنبعثة من حناجر عديد فحول الملحون داخل خيمة تقليدية قابلتها في الهواء الطلق استعراضات في الفروسية مرفقة بطلقات البارود قدمتها الفرقة المحلية للفروسية والبارود المسماة" فرقة جبل العروسين". واستمتعت الجماهير التي توافدت بكثافة على الفضاءات المخصصة للتظاهرة بكل من المركز الثقافي علي معاشي والمساحات المحاذية له باللوحات الراقصة التي نفذها الفرسان على متن خيول مروضة وكذا القصائد الشعرية بموضوعاتها الوطنية التي تألق فيها مبدعون منحدرون من شتى ربوع الوطن. وتضمنت باقة الأشعار التي ألقيت على ألسنة فحول الملحون على سبيل المثال لا الحصر "أوصاف الصحراء" لأحمد البار (بسكرة) و"عرس الجزائر" للسعيد بوعشرين (المسيلة) و "عيد الاستقلال" لزهرة صفصاف (غليزان) و" قصة شعب" لجلول بقة (الجلفة) و" الشبيبة" لعبد الحليم خليفة (الوادي). وعلى هامش العكاظية في ندوة تناولت موضوع" دور الشعر الشعبي بالزيبان في ثورة التحرير الوطنية (1954 - 1962) أبرز المحاضر عامر شارف وهو أحد المهتمين بالحركة الأدبية بالمنطقة" أن هذا النمط من الإبداع الأدبي أسهم إيجابيا في التعبئة للكفاح المسلح ضد العدو الفرنسي". ويعتبر الشاعر المرحوم عبد الرحمان قاسم (1926 - 1994) الذي أنجبته بلدية أمخادمة "قامة" بين فحول الملحون بالجزائر في القرن ال20 وفق مقاربة الكاتب والشاعر سليمان جوادي لدى تسليطه الضوء على جوانب من حياة و إبداع الفقيد. وعرفت العكاظية في جانبها التنظيمي انخراط مواطنين بصفة طوعية لافتة للتكفل بضمان إيواء الضيوف جراء انعدام مرافق الإيواء بالبلدية مثلما أوضحه لوأج محافظ التظاهرة السيد لزهر عجيري الذي هو شاعر أيضا. وحرص هؤلاء المواطنون فضلا عن فتح أبواب بيوتهم لاستقبال الوفود المشاركة في النشاط بوضع في متناول ضيوف البلدية الحليب والتمر مثلما تقتضيه التقاليد السائدة بالمنطقة.
وأقيمت هذه التظاهرة التي دامت ثلاثة أيام بمبادرة للمجلس الشعبي لبلدية أمخادمة بالتعاون مع الجمعية الثقافية للعلامة عبد الرحمان الأخضري.