أكمل الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش عامه الثاني على رأس العارضة الفنية للخضر التقني البوسني عرف في سنته الثانية محطات كثيرة تراوحت بين الفشل و النجاح . عودة للكان بعد غياب عن دورة الغابون وغينيا الاستوائية في مستهل السنة الثانية لحليلوزيتش تمكن هذا الأخير من قيادة الخضر إلى التأهل لنهائيات كأس إفريقيا بعد أن غاب عنها رفقاء حليش في دورة 2012 التي نظمت في الغابون و غينيا الاستوائية .و تأهل الخضر بالعلامة الكاملة بعد العودة بالفوز من الدار البيضاء في لقاء الذهاب الذي جمعهم بالمنتخب الليبي بهدف من توقيع سوداني ، ليضمن الخضر تأهلهم بثنائية في ملعب تشاكر.
كأس إفريقيا مخيبة لحليلوزيتش بكل المقاييس عرفت مشاركة الخضر في كأس إفريقيا و عودتهم إلى المحفل القاري نتائج سلبية يمكن اعتبارها النقطة السوداء في تاريخ حليلوزيتش مع المنتخب الوطني ، حيث تكبد الخضر هزيمتين بطريقة غريبة أمام منتخبين سيطور عليهما رفاق فغولي بالطول و العرض لكن الحظ أدار ظهره للخضر و أبى إلي أن يخرجوا من الكان خاليي الوفاض ، ليتمكنوا في الأخير من حفظ ماء الوجه بتحقيق تعادل امام منتخب كوت ديفوار في لقاء شكلي . المشاركة القارية لمحاربى الصحراء فى جنوب افريقيا يمكن إدراجها ضمن خانة التجارب أو الفشل الذي سيسبق النجاح فمن المستحيل الصعود إلى القمة دون المرور بمثل هذه العقبات .
عودة للسكة الصحيحة و تأهل عن جدارة للقاء الفاصل ليس من السهل إعادة أي فريق إلى السكة الصحيحة بعد مشاركة سيئة وظهور مخيب لأن الأمر يتعلق بفقدان اللاعبين للثقة وهو أهم سبب للنجاح في كرة القدم ، حيث تمكن المنتخب الوطني من العودة إلى السكة الصحيحة بعد الفوز على المنتخب البنين بثلاثية في ملعب تشاكر ، سيناريو اللقاء كان يشبه إلى حد بعيد سيناريو لقاء تنزانيا الذي تعادل فيها رفاق قديورة وقتها و أخرجوا أنفسهم من سباق التأهل ، لكن هذه المرة الأمور تغيرت و فوز البنين كان نقطة تحول ليتمكن الخضر بعدها من تحقيق فوزين خارج ديار ما جعل تعادل مالي مع البنين و رواندا هدية تقديرا للمجهودات و ضمان اللاعبين التأهل بصفة رسمية .
حليلوزيتش وفي لطباعه وصرامته و كما كنا قد تحدثنا في تحليلنا للعام الأول فان حليلوزيتش وفي جدا لطباعه و لن يتغير مهما كانت الأمور، فلا يزال يعشق الأضواء و يكثر من الندوات الصحفية التي أصبحت تدوم لأكثر من ساعتين و لا يترك أي شيء إلا و انتقده و تكلم عليه ، بل وصل به الأمر إلى نشر غسيل بيت الخضر و كشف أمور حدثت بينه و بين لاعبين أو بين اللاعبين مع بعضهم البعض ، حليلوزيتش تغير في أمر واحد داخل التعداد وهو منحه بعض الصلاحيات للكوادر و قدامى اللاعبين من اجل تأطير الشبان و تحفيزهم و يتعلق الأمر ببوقرة ، حليش و جبور و هو ما أعطى ثماره،أما من ناحية الصرامة فلا زال حليلوزيتش يملك الكلمة الأولى في التعداد و يبعد المتمردين عن طاعته كل مرة ، و كان الموهوب رياض بودبوز أخر ضحاياه بعد ” حادثة الشيشة” التي صنعت الحديث في الرأي العام الرياضي الجزائري ، هذا و يتواصل الانضباط في بيت الخضر حيث لم تعرف التربصات لحد الآن أي تأخير من اللاعبين وهو أمر جيد .
تنوع تكتيكي لكن مع انضباط زائد عن اللزوم من الناحية التكتكية استعمل حليلوزيتش الكثير من الخطط في عامه الثاني على رأس المنتخب الوطني ، حيث لعب ب4-3-2-1 في لقاءي ليبيا ذهابا و إيابا ، ليغير من نهجه في كأس أمم إفريقيا بلعب 4-3-2-1 وهو التغيير الذي لم يعد بالفائدة على الخضر و هز من مستوى رفقاء فغولي ، بعد الكان عاد حليلوزيتش لخطته المعهودة و التي قادته للفوز ، أما في آخر لقاءين فقد اعتمد على نفس خطة الكان لكن هذه المرة نجحت لاعتماده على مجاني كمسترجع قاطع للكرات ، وجود تايدر الذي يعرف كيف يعطي الدعم للخط الأمامي ناهيك عن براهيمي ، أما من ناحية طريقة لعب الخضر فقد كانت في البداية مبنية على الأطراف و العرضيات ، قبل أن تعرف تغيرا في آخر لقاءين بالاعتماد على المرتدات و الكرات في ظهر محور الدفاع وهو ما يؤكد أن البوسني بدأ يعرف جيدا الكرة الإفريقية و يفهم أن إفريقيا ليس أوروبا.
حضور بدني و ذهني عال للاعبي الخضر
واصل رفاق فغولي الظهور بمستوى فني و بدني على أعلى مستوى في لقاءاتهم للعام الثاني تحت إشراف حليلوزيتش ، لكن في كأس إفريقيا كان هناك تشتت ذهني من اللاعبين مرده عدة أسباب أهمها فشلهم في التهديف ، فلاعبو المنتخب لم يألفوا أن يسيطروا على المنافس دون تسجيل أي هدف وهو ما جعلهم يسقطون في فخ الروتين أثناء اللعب بتكرار الجمل التكتيكية دون تجسيد الفرص.