أخذت ظاهرة تهريب الوقود بولاية تبسة نحو الأراضي التونسية منحنى جديد، اذ وبعد ان كانت السيارات الصغيرة المهترئة هي التي يعتمد عليها المهربون لجأت العصابات الحدودية مؤخرا إلى حيلة جديدة تمكنها من النشاط التهريبي بطريقة عادية وأكثر مردودية وفاعلية، وهي الاعتماد على شاحنات من نوع « daf » اليبانية الصنع ذات الخزانات العملاقة والأسعار المقبولة. فحسب المعلومات التي تحصلت عليها يومية "المسار العربي" فان شاحنة « daf » يمكنها تعبئة 1500 لتر من المازوت دفعة واحدة في خزانين يساري بألف لتر وأيمن ب 500 لتر، أما سعر الشاحنة فهو مليار و200 مليون سنتيم.
وتقدر الأرباح اليومية للشاحنة ب 04 ملايين سنتيم، من جهة أخرى مكنت هاته الشاحنات المهربين من المرور على الحواجز الأمنية بطريقة عادية فهي شاحنة بمقطورة عادية ولا تحمل أية بضاعة ممنوعة، الشيء الذي جعلها تنشط بطريقة عادية وقد وقفت المسار العربي على حقيقة الوضع حيث تم رصد 12 شاحنات معبئة تعبر الطريق الرابط مدينة شريعة ببئر العاتر، وهذا في فترة اقل من ساعة، بمعنى ا نهاته الشاحنات تنقل 15 ألف لتر في الساعة، و150 ألف لتر في 10 ساعات، وقد روى لنا احد شيوخ البادية بان نشاط هاته الشاحنات يبدأ مع بداية الليل وان الذي نشاهده هو غيض من فيض، أما عن عدد هاته الشاحنات فهو يتجاوز 200 شاحنة مقطورة، اغلبها يتمركز في دائرتي بئر العاتر وأم علي" وتقول بعض المصادر أن العدد قد يتضاعف قبل نهاية السنة بحكم الطلبات الجديدة التي تقدم بها المهربون للحصول على أعداد إضافية من الشاحنات، للعلم فان شاحنات « daf » تنتقل إلى ولايات بعيدة لتعبئة خزاناتها وهو الأمر الذي تسبب في ينتقل ندرة المواد الطاقاوية وانعدامها إلى كل من خنشلة وأم البواقي وحتى باتنة.