ما تزال أزمة حزب جبهة التحرير الوطني متواصلة وتسيل الكثير من الحبر وتفتح العديد من التأويلات والتكهنات بمصير هذا الحزب العتيد الذي لا يزال في رحلة البحث عن الأمين العام له خليفة عبد العزيز بلخادم، في ظل الاوضاع الراهنة التي تشهدها الجزائر عشية التحضير لانعقاد اللجنة المركزية المنتظر عقدها قريبا، في الوقت أخفق في الحزب في اجتماع مكتبه السياسي أمس الأول و الذي قاطعه 97 نائبا في حين حضر 45 نائبا فقط و12 سيناتورا . وكذّب عبد القادر زحالي، عضو المكتب السياسي ما تداولته العديد من الصحف الوطنية الصادرة أمس ، موضحا أن الاجتماع استمر قرابة ال6 ساعات، حيث حضر أغلبية نواب الحزب في المجلس الشعبي الوطني بناء على القرار الذي اتخذه المكتب السياسي في اجتماعه في3 من شهر أوت الجاري، وبعد النقاش الواسع والصريح بشأن تمثيل الحزب في هياكل المجلس الشعبي الوطني تم الاتفاق بأغلبية موصوفة للنواب المشاركين في هذا اللقاء على تحيين القائمة التي تم إعدادها من قبل، وذلك في اجتماع نظامي مقبل يخصص لهذا الشأن. وفي المقابل فتح الطاهر خاوة، الرئيس السابق للكتلة البرلمانية للأفلان في مبنى زيغود يوسف النار على بلعياط وأعضاء المكتب السياسي، كاشفا عن حضور45 نائبا فقط من الغرفة السفلى إلى جانب12سيناتورا من مجلس الأمة غالبيتهم محافظين فيما قاطع175نائب لقاء المكتب السياسي كون غالبية البرلمانيين يرفضون آلية التعيين ويدعون إلى تفعيل المادة 13 من النظام الداخلي للمجلس الشعبي الوطني، التي تنص على تفعيل آلية الانتخاب بدل التعيين في عملية تجديد هياكل الغرفة الثانية.
واذا ما تواصل مسلسل التجاذبات والصراعات داخل حزب الأغلبية لفترة أطول فستكون الجلسة الافتتاحية للدورة الخريفية للبرلمان المزمع عقدها يوم الثاني من سبتمبر القادم مهددة بحدوث مفاجأت غير سارة لإدارة البرلمان وخاصة بالنسبة لرئيس المجلس الشعبي الوطني الدكتور العربي ولد خليفة، خاصة أن الرجل حاول إيجاد مخرج ودي للأزمة ولكن دون جدوى، فيما مصدر مطلع أن رئيس المجلس الشعبي الوطني محمد العربي ولد خليفة متخوف من عدم تمكن كتلة الحزب من الحسم في هوية ممثليها داخل هياكل المجلس الشعبي الوطني قبل موعد افتتاح الدورة الخريفية المقرر يوم الثاني سبتمبر القادم، في ظل الصراع القائم حاليا بين منسق الحزب عبد الرحمان بلعياط ورئيس الكتلة الطاهر خاوة الذي رفض التعيينات التي قام بها بلعياط قبل أسابيع.